خماسيه مازيمبى وكشف الحقيقه

نحن شعوب لا تهوى الاعتراف بالحقيقة.. وتصيبنا الحساسية المفرطة عندما يصارحنا أحد بما فينا من ملاحظات..
أو يلفت انتباهنا الى الاخطاء.. ويسعدنا دوما أن نبحث عن كبش فداء لما ينبغى أن نتحمل مسؤوليته،
ويبقى التحرر من الاعتراف بما فشلنا فيه هو الاهم، والمطلوب على الدوام.. ولهذا من المهم أن نبحث دوما عن كبش فداء، يتحمل الوزر.
. ونغسل به ايدينا حتى تظل على الدوام نظيفة من أي اتهام!!

هذه المقدمة ضرورية وهامة جدا.. وأظن أنه لم يكن هناك مفر منها بعد أن تابعنا الهزيمة المؤسفة، وغير المتوقعة،
التى تعرض لها فريق الترجي التونسي في ذهاب نهائي دوري الابطال الافريقي على يد فريق مازيمبى الكونغولي، حامل لقب البطولة السابقة،
والفائز بلقب البطولة الحالى.. انتظارا لمباراة تحصيل حاصل في تونس بعد اقل من أسبوعين!

أثبت فريق مازيمبى –الحصان الافريقى الاسود على امتداد عامين- أنه الاحق والاجدر بلقب دورى الابطال لهذا العام..
وربما أن الترجي والاهلي، كانا قبل أن يلتقيا سويا، يفرضان على أي متابع أو محلل، أن يرشح أيا منهما ليكون البطل القادم للنسخة الحالية،
ولكن جاءت مواجهتهما –ذهابا وعودة- لتكشف عن كثير من التفاصيل المثيرة، التي لم يكن من المنطقي أن تمر هكذا دون أن تستوقف الكل دونما استثناء.. سواء جماهير أو إعلام أو حتى على مستوى الادارة.. واستهلك كلا الطرفين مسألة هدف باليد فى القاهرة، وأخر بيد مخجلة في تونس..
وتبدي في النهاية أن الترجي لم يكن يستحق –بالمرة- بشكل أن يكون طرفا فى المباراة النهائية، ليس فقط لان مستواه لم يكن يؤهله للصعود للمباراة النهائية، وكان يكفيه الصورة الايجابية التي قدمها منذ بدايات البطولة، الى ما قبل مباراة القاهرة أمام الاهلي في ذهاب الدور قبل النهائي للبطولة..
وبعد ذلك صار الترجى فريقا أخر غير الذي كان من قبل.. وخدمته نتيجة مباراة القاهرة،
بالخسارة بفارق هدف، رأى أنه من السهل تعويضه فى مباراة العودة في تونس.. وما حدث أن الاهلي لم يستغل الفرصة الكبيرة فى الفوز
بشكل مريح فى القاهرة، واستغل الترجى خطأ الحكم الغاني "جوزيف لامبيتى" حين ترك كرة شاهدها العالم كله أنها ملعوبة باليد، ورفض
هو ومساعده أن يعترف ما رأته الدنيا كلها!!

ورغم كل شيء، ورغم ما قيل عن الحكم الغاني.. كانت الفرصة سانحة أمام الاهلي كي يعود من جديد.. وكانت كل الاحتمالات
موجودة في المباراة بما فيها الفوز فى ستاد رادس نفسه، فلم يكن الترجي حاضرا تماما.. ورغم الظروف الصعبة التى أحاطت بالمباراة من الاتجاهات.. بما فيها هطول الامطار.. كان الاهلى يبدو خطيرا، حتى وهو يتسحوذ على الكرة فى منتصف الملعب.. وكان من السهل جدا اكتشاف
أن لاعبى الترجى ليسوا قادرين على حماية الهدف "اليدوي" الفاضح للغاني "مايكل اينرامو".. ووصل الامر الى حد فشل ثلاثة من اللاعبين فى السيطرة على لاعب الاهلي محمد ناجي جدو، وهو يستحوذ على الكرة خارج منطقة جزاء الترجي.. فيضطر واحد منهم لامساكه من يده لايقافه..
ولهذا كان من الممكن أن يذهب الاهلي بالمباراة حيث يشاء، لو كان لاعبوه قد تناسوا مايفعله الحكم.. وحافظوا على تركيزهم كعادة الاهلي عبر تاريخه.

تحياتى امير الحب