ذاكرة أسير... ليلة مظلمة في حياة أسير فلسطيني

ذاكرة أسير... ليلة مظلمة في حياة أسير فلسطيني

كتبها : الأسير غسان اشتيني .......

الذكرى الثالثة للجريمة البشعة بحق الشهيد "محمد الاشقر"
في إحدى ليالي خريف 2007 وفي يوم 22-10 هذه الليلة المظلمة والتي صبغت باللون الأحمر لون الدماء الطاهرة التي نزفت من المجاهدين الذين سطروا أروع الصور الفنية في المقاومة والجهاد خارج أسوار هذه السجون وداخلها.
كنا في قسم يسمى (ب 6) هذا القسم كان يحتوي عددا من الفصائل الأغلب حركة حماس أربع خيم , وخيمة للجهاد الإسلامي , وخيمة للجبهة الديمقراطية وكان بجانب القسم قسم (ب5) وأيضا كان هذا القسم تابع لحركة حماس.
تسلل فرق الموت
بداية في تمام الساعة الثانية فجرا قامت إحدى فرق الموت والتي تسمى (المتسادة) التابعة لإدارة السجون الصهيونية باقتحام القسم الذي يسمى (ب5) والأسرى جميعهم نائمون , فقامت (المتسادة) باستغلال ضعف الشباب وقامت باحتلال القسم.
في هذه الأثناء كان الشفت المناوب عندنا في قسم (ب6) الذي كان بجانب قسم (ب5) يتابع ما يحدث عند إخوانهم في قسم (ب5) فأصبح يصدح بأعلى صوته ونحن نائمين "المتسادة" المتسادة" تقتحم السجن وخلال ثواني معدودة قام المجاهدون ولبسوا الأحذية وقاموا بمواجهة عنيفة لم أر مثلها في تاريخ السجون ،كانت بمثابة حرب غير متكافئة استخدم المجاهدون جميع ما عندهم من أدوات في مقاومة هؤلاء الأوغاد ذئاب الليل من" بيض وحجارة وعصي وخشب وأحذية وبصل وبطاطا وغيرها من الأشياء التي كانت عندهم ".
تفاجأت الإدارة من هذه المقاومة العنيفة فأصبحت تهدئ الشباب وتقول "نحن لا نريد أن نقوم بإذائكم فقط نريد التفتيش" ولم يستجيب المجاهدون لهذه الخدعة واستمر الشباب بالمقاومة ، وكان من قبل الشباب هناك "إدارة" لهذه المعركة.
وبعد قليل حاولت فرقة "المتسادة" بالدخول الى القسم الذي قام بالمقاومة ولكن فشلت عدة مرات , فأصبحت الفرقة تلقي "قنابل صوت ومسيل للدموع ،ويطلقون الرصاص الحي في الهواء وقنابل تسمى فلفل وقنابل حارقة ، حيث أصيب في هذه المواجهة ما يقارب (85أسيرا) وفجأة كثفت إدارة السجون من قصفها للقسم بقنابل الصوت ومسيل للدموع.
وفي هذه الأثناء تجمع الشباب خلف الخيام لكي تحميهم من قنابل الصوت , استغلت فرقة الموت هذه اللحظة ، وحاولت اقتحام الباب الرئيس للقسم فقام أحد الأسرى الأبطال بضرب احد الجنود "بطوبة" فتراجعت القوة مرة أخرى .
وقام الأسرى بإشعال النار في وسط الساحة وعلى الباب الرئيس للقسم وبعدها استطاعت فرقة الموت "المتسادة" باقتحام الباب ودخلت منه .
جريمة بشعة بحق الأسير الشهيد محمد الأشقر
الخيمة الأولى وهي للأخوة في حركة الجهاد الإسلامي وهنا أصبحت جريمة بشعة بحق الشهيد البطل" محمد الأشقر".
حيث كان الشهيد على باب الخيمة وعند دخول فرقة المتسادة الخيمة قام الشهيد بمقاومة هذه الفرقة هو وبعض الأسرى من حركة حماس والديمقراطية .
وفي هذا الجو الملغم بالحقد الصهيوني قام احد الجنود بإطلاق رصاصة متفجرة دخلت بعين الشهيد "محمد الأشقر "مما أدت إلى استشهاده على الفور ومن ثم استطاعت فرقة الموت بسحب الشهيد "محمد الأشقر" وأخذه إلى القيادة وفي أثناء سحبه قامت الفرقة بتعذيب الشهيد وهو في حالة الموت السريري "وهذا حسب شهود عيان كانوا مع الشهيد".
اشتعال النار ومواجهات الثأر
عندما كنا في الساحة وفجأة اشتعلت النار في الخيام وحرقت جميع محتويات الخيام ، فقامت الإدارة بنقلنا إلى غرف الزيارة ، وأصبحت هناك أيضا مواجهة عنيفة بين الأسرى والإدارة , حيث أصيب الأسير "تحسين الجعبة" إصابة خطيرة , وقام الشباب بتدمير كامل لغرفة الزيارة , وبعدها قامت الإدارة بنقل الشباب إلى غرف أخرى , وحصلت هناك مواجهة وضرب عدد من الأسرى ضربا مبرحا.
وتم نقل الأسرى إلى أقسام القفص والأخر بقي في الغرف , وفي تمام الساعة الخامسة فجرا وعلى رفع آذان الفجر انتهت المعركة البطولية التى قام بها أبطال فلسطين ، والتي أخذت منا أغلى وأعز الشباب الشهيد "محمد الأشقر" فسبقنا إلى الجنان , وبقينا نحن نستكمل الطريق مهما كلفنا الأمر ...فهي إحدى الحسنيين "النصر أو الشهادة.