[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]17 سبتمبر 2011:
كتبه\خالد الجارحى
جاء فشل الأهلي المصري في تجاوز دوري المجموعات ببطولة دوري أبطال إفريقيا لكرة القدم ليكمل مسلسل تراجع كرة القدم بصفة خاصة والرياضة بصفة عامة علي كل المستويات ، لا فرق بين أندية و منتخبات وطنية في كل المراحل السنية أو ألعاب جماعية وفردية.
أخفق الأهلي الذي تعادل على أرضه مع الترجي و بين عشرات الآلاف من أنصاره علي ملعب القاهرة الدولي ،في تخطي هذا الدور لأول مرة منذ 9 سنوات عندما فشل مع مدربه الهولندي جو بونفرير في تجاوز المجموعة الأولي لنسخة 2002 بعد أن جمع 5 نقاط فقط احتل بها المركز الرابع خلف الرجاء البيضاوي المغربي ومازيمبي الكونغولي و جان دارك السنغالي في النسخة التي أحرزها مواطنه الزمالك للمرة الخامسة في تاريخه.
تراجع نتائج كرة القدم في واحدة من أهم و أعرق المدارس الكروية في إفريقيا والوطن العربي الذي وصل لحد الانهيار ,طرح العديد من الأسئلة عن أسباب الإخفاقات المتتالية للمنتخبات والأندية المصرية خلال العام الجاري,وأهم العوامل و الحلول التي تساعدها في العودة لمكانتها الإقليمية و العالمية في الفترة المقبلة.
ما بعد أنجولا 2010
بعد أن تمكن "منتخب الساجدين" بقيادة مدربه الكبير حسن شحاتة من الظفر بكأس الأمم الإفريقية بأنجولا بداية العام 2010 للمرة الثالثة علي التوالي و السابعة في تاريخه موسعاً الفارق بينه و بين العملاقين غانا و الكاميرون إلي ثلاثة ألقاب ومتجاوزاً إخفاقه في بلوغ نهائيات كأس العالم بجنوب إفريقيا لحساب شقيقه الجزائري,بدأ منحني نتائج الفريق في التراجع خلال تصفيات النسخة الثامنة و العشرين (للكان) التي تستضيفها غينيا الاستوائية و الجابون بداية العام المقبل, حيث تعادل زملاء محمد أبوتريكة مع منتخب سيراليون (1-1) في بداية مشوارهم في المجموعة السابعة بالقاهرة في 9 سبتمبر 2010 قبل أن يخسروا من منتخب النيجر (المغمور) بهدف دون رد في نيامي في الجولة الثانية في العاشر من أكتوبر من نفس العام ثم يواصلون نتائجهم المخيبة بخسارة أخري أمام جنوب إفريقيا بهدف كاتليجو مفيلا القاتل في اللقاء الذي استضافة ملعب أليس بارك في جوهانسبرج في السادس و العشرين من مارس 2011.
ورغم أن الفرصة كانت سانحة لنجوم منتخب مصر في العودة للمنافسة على التأهل على غرار ما حدث في التصفيات المزدوجة لكأسي إفريقيا و العالم 2010 إلا أن تعادلهم مع (بافانا بافانا) بالقاهرة سلبياً في الخامس من يونيه الماضي, أطاح بأحلامهم في الدفاع عن لقبهم القاري للمرة الرابعة على التوالي و أنهى مشوار الجهاز الفني بقيادة "المعلم" بعد ما يقرب من سبع سنوات من النجاح و التألق الذي أوصل منتخب مصر لاحتلال المركز التاسع في الترتيب العالمي للمنتخبات في شهر يونيو 2010.
والأندية أيضاً تعاني
فشل الأهلي في بلوغ نهائي دوري الابطال منذ أن حققها لأخر مرة علي حساب القطن الكاميروني عام 2008 و ذلك عندما ودع المنافسات من دور الستة عشر في نسخة 2009 أمام كانو بيلارز النيجيري ثم واصل إخفاقه في كأس الكونفدرالية بخروجه من نفس الدور أمام سانتوس الأنجولي مع مدربه البرتغالي الشهير مانويل جوزيه الذي قاده لكل ألقابه القارية في الألفية الجديدة, قبل أن يواصل الإخفاق مع مدربه الوطني حسام البدري في النسخة الماضية لدوري الأبطال عندما ودع المنافسات من الدور قبل النهائي أمام الترجي الذي ساهم أيضاً في إبعاد الأهلي عن المربع الذهبي لهذه النسخة بتعادله معه أمس علي ملعب القاهرة.
الزمالك هو الأخر فشل في إحراز أي نتائج تٌذكر منذ فوزه بلقبه الخامس في دوري الأبطال أمام الرجاء المغربي عام 2002 و لقب السوبر على حساب الوداد عام 2003 مع مدربه البرازيلي كارلوس كابرال و غادر منافسات هذه النسخة من الباب الصغير بعد خسارته أمام الإفريقي التونسي في المنزه (2-4) ثم تقدم في القاهرة بهدفين لهدف قبل أن يقتحم أنصاره ملعب القاهرة في مشهد مؤسف مجبرين الحكم على إلغاء اللقاء.
الإسماعيلي وحرس الحدود لم يكونا أفضل حالاً من العملاقين الكبيرين حيث فشل "الدراويش" في تحقيق أي نتيجة إيجابية منذ بلوغهم نهائي دوري الأبطال وخسارتهم من إنيمبا النيجيري عام 2003 وجاء خروجهم من الدور الأول لكأس الكونفدرالية أمام سوفاباكا الكيني بعد خسارة ثقيلة برباعية بيضاء في لقاء الإياب ليؤكد معاناة الأندية المصرية وفشلها المتتالي في هذه البطولة بعد أن لحق حرس الحدود بركب الفشل وودع منافسات هذه البطولة من دور الستة عشرة بعد خسارته أمام موتيما بيمبي الكونغولي بفارق الركلات الترجيحية.
الناشئين يعانون و الشباب كذلك
في بطولة إفريقيا للناشئين التي استضافتها رواندا في يناير الماضي فشل المنتخب المصري الذي قاده محمد عمر في تجاوز الدور الأول وحل في المركز الأخير في المجموعة الأولي بفوز يتيم علي السنغال في الجولة الافتتاحية ثم خسارتين متتاليتين أمام رواندا و بوركينا فاسو في الجولتين الثانية و الثالثة.
فشل ناشئو مصر حرمهم من المشاركة في نهائيات كأس العالم للناشئين في المكسيك في يونيو ويوليو الماضيين واستمر الغياب المصري عن هذه البطولة للمرة السابعة على التوالي منذ أن شارك منتخب مصر بصفته البلد المنظم في النسخة السابعة عام 1997.
وحتى منتخب الشباب الذي تمكن من حجز مقعده في نهائيات كولومبيا الأخيرة بعد أن حل ثانياً في المجموعة الأولي خلف منتخب مالي, حتى هذا المنتخب لم يتمكن من الذهاب بعيداً في النهائيات العالمية وخرج أمام الأرجنتين في دور الستة عشر بعد أن قدم عروض أشاد بها الجميع ولكنه لم يستثمر تدني مستوي المنتخبات التي لعب ضدها و كرر فشل سابقه الذي خرج أمام كوستاريكا علي أرضه و بين جماهيره عام 2009.
الكل فاشلون والنجاح إستثناء
لم يقتصر الفشل على أندية و منتخبات اللعبة الشعبية الأولي في مصر بل امتد ليشمل الكرة الخماسية و الكرة الشاطئية التي فشل منتخب مصر في تجاوز منتخب السنغال في تصفيات كأس العالم التي استضافتها المغرب مؤخراً وخرج من قبل النهائي بخسارته أمامه (2- 0).
وباستثناء منتخب الإسكواش الذي حصل علي لقب بطولة العالم التي أقيمت بألمانيا مؤخراً بعد تغلبه على نظيره الإنجليزي (2-1) تواصل فشل الرياضة المصرية على كل المستويات بعد أن حقق لاعبو ولاعبات مصر نتائج و أرقام (مخجلة) في بطولة العالم الثالثة عشرة لألعاب القوي التي استضافتها مدينة دايجو الكورية الجنوبية وهي البطولة التي شهدت تألق كبير من عدائي و عداءات كينيا و إثيوبيا و جنوب إفريقيا و السودان وتونس , وعلى نفس النهج سار منتخب مصر لكرة السلة الذي تراجعت نتائجه بصورة مخيفة في بطولة الأمم الإفريقية لكرة السلة بمدغشقر للدرجة التي أوصلته للعب علي المراكز من 9 إلي 12!.
والسؤال لماذا هذا التراجع و الانهيار لكرة القدم المصرية بصفة خاصة و الرياضة في البلد العريق والرائد بصفة عامة؟ هل السبب هي الإدارة ممثلة في المجلس القومي للرياضة الذي اهتم بتصفية الحسابات و إصدار اللوائح على حساب مهمته الأساسية في تطوير و رعاية الأبطال في الألعاب الجماعية و الفردية ؟ .
أم السبب ثورة 25 يناير التي يحاول البعض إلصاق كل السلبيات بثوبها الناصع متجاهلين النتائج الباهرة و المشرفة التي حققتها الرياضة التونسية بعد ثورة (الياسمين) ممثلة في فوز منتخب تونس للمحليين بكأس الأمم بالسودان في فبراير الماضي و فوز رجال السلة بلقبهم الأول في كأس الأمم الإفريقية على حساب عمالقة أنجولا , ناهيك عن تألق الثنائي الترجي و الإفريقي في بطولتي دوري أبطال إفريقيا و كأس الكونفدرالية و فوز العداءة حبيبة الغريبي بالميدالية الفضية في بطولة العالم لألعاب القوي في مسابقة 3 ألاف متر موانع.
جميع حقوق الطبع والنشر محفوظة لأصحابها.
جميع المواد غير قابلة لإعادة النشر دون إذن مسبق.