((( ذنبي أنني امرأة 3 )))

[size=21]ذنبي أنني امرأة

الحلقة الثالثة

يوم آخر من ذاكرة دعاء المؤلمة
كانت أيام لا تنسى أبدا ، هدوء تام يعم المنزل ، نصحوا على ابتسامة ونمسي على مثلها ، شعرنا بأننا أسرة منسجمة ، لا صراخ
ولا دموع ، لا حزن ، حتى أخي سلطان أصبح لطيفاً على غير عادته،إن أراد شيئاً من إحدانا يطلبه بكل هدوء .
كنا نذهب نتنزه إلى الحدائق المجاورة ونلعب و نلهوا ، نذهب إلي بيوت أخوالي دون أية مشاكل ،كم كنت أتمنى أن لا تزول هذى الأيام ...
ولكن لم تدم طويلا وتحول هذا الحلم الجميل إلى كابوسٍ مرعب ، فقد كان إحساس ريم صادقاً ، كان وراء ذلك الهدوء عاصفة هوجاء مدمرة ،فقد قرر والدي التخلص من إحدى البنات ، ولكوني أكبرهن ؛ كان الدور الأول لي ، أراد تزويجي من أحد أقاربه وهو من صنفه ، أعدّ كل شي من دون علم أحد ، حتى أنه قام بتوقيع عقد القران دون علمي ،
وقبل موعد حفل الزفاف.. أتى إلى والدتي وقال لها : مبروك يا عزيزتي .. تعجبت والدتي من كلامه وقالت : على ماذا تبارك لي؟ !! هل كسبت جائزة لصبري على أفعالك ؟!!! ضحك وقال : شيء من ذلك يا عزيزتي
( بسخرية). قالت : ماذا ورائك أخرج ما في جعبتك !!! قال: خذي هذا المال وأشتر ِ لدعاء كل ما ينقصها . فرحت والدتي وقالت : أدامك الله لنا ، فعلاً هي ينقصها أشياء كثيرة وأخواتها أيضا . قال : لا ، هذا المال لدعاء فقط . تعجبت والدتي وقالت : ولماذا دعاء فقط !!!
قال : لأن هذا المال هو مهر لدعاء . صرخت والدتي وأفزعت كل من في المنزل، قالت : مهر دعاء ؟ كيف ؟ومتى ؟ ومن هو العريس ؟ !! قال : لا تكثري من الحديث ، جاء نصيبها وزوجتها ، لا داعي للصراخ هذا المال ويجب أن تعرفي أن حفل الزفاف بعد شهر من اليوم .
انهارت أمي من الخبر ، اعترضنا.... صرخنا .... ولكن دون جدوى ، قالت ريم : ألم اقل لكِ أن وراء والدي شيئاً ؟ وتقولين إنه ليس سيئاً !.
لم أتوقع أبدا أن وراء هذه السعادة المؤقتة كارثة مميتة
بقيت ابكي وأستعطفه ، سألته والدموع تملأ عينَي ، لماذا تفعل بي هذا؟؟؟ أجابني بكل سخرية لأنك لا تهمينني ...
قلت : أنا أبنتك؟؟؟؟ قال : لا.... أنتِ لستِ ابنتي ، أنا لا أنجب غير الصبيان ....
ولكن ما ذنبيِ يا والدي ؟ أ لأني خُلقتُ بنتا ؟ هذا ليس بيدي !!
صرخ بوجهي وقال : اصمتي ، لا أريد سماع شيئاً منكِ ، أغربي عن وجهي !!!
وقتها قمت ومسحت دموعي لأني علمت أن قلبه أقسى من الحجر... لن يهتم إلى حديثي ولا يهمه مصيري .
استغاثت والدتي بعائلتها لكي يوقفوا هذا الزواج ؛ لأنها تعلم ماذا يخبئ لي هذا الزواج
تدخل كل كبار العائلة ولكن دون جدوى ؛ لأنه حسم الأمر بعقد القران ... تعبت والدتي كثيرا ومرضت ، وعندها أدركت أن هذا قدري ولا فائدة من الهروب منه ، ما الفائدة من الصراخ والنحيب الآن ؟...
ذهبت أليها وقلت : لا تحزني يا أمي إني أشعر بأنه سوف يكون زوجاً صالحاً وأنا رضيت به. ولكن كان شعوري عكس ذلك
استسلمت والدتي للأمر الواقع وحاولت أن تُدخل السرور إلى قلبي، وكذلك فعلن خالاتي اهتممن بي وجهزنني أفضل جهاز
اشترين لي ملابس وأحذية ومساحيق وعطور لم احلم بامتلاكها من قبل ....
رقصوا وفرحوا من اجلي لم تتسلل السعادة إلى قلبي مع كل محاولاتهم بذلك ، لم اشعر بأنني عروس ولم أفرح بالثوب الأبيض كباقي الفتيات أتظاهر بالسعادة من اجل والدتي فقط
لأن الأمل في زوج المستقبل أن يكون ذا خلق ودين وأن يعوضني شيئا ًمن الحرمان ...هو أمل بعيد المنال
وأتى يوم حفل الزفاف ، كنت خائفة جدا ، خالاتي قمن بعمل كل شيء مميز من اجل إسعادي، كان الوقت يمضي بسرعة غريبة ، دقات قلبي تتسارع إلى أن كادت أن تتوقف ، تعلوا الأصوات حولي من طرب وغناء ، كنت لا اسمع شيئاً ولا أرى شيئاً وكأنني أرى أحداث مسلسلٍ محزن ، لم يتقبل عقلي كل ما يحدث ، وهناك من يهنئني ومن يدعوا لي ومن تقبلني
وأنا في عالم آخر مليء بالخوف والتفكير بالمصير الذي لا أتمناه ،
اجتمع إخوتي حولي ، بكوا عليّ ، حتى رنا التي لم نعتد على رؤية دموعها بكت عليّ بشدة ، ورهام تقول لي : لا تذهبي معه لا أستطيع أن أعيش بدونك . وأخواني نايف ونواف وبدر وحتى الصغير الذي لا يدرك شيئا بكى وهو يعانقني ويقول : لا تذهبي إبقي معنا ، قلت : لا تحزن يا عزيزي سوف أعود لك حتماً .
أتى العريس لأخذي عندما رأيته شعرت بخوف شديد مع أنه كان جميل المظهر، أتت رهام وأخي سامي وقالوا له : نحن لا نحبك .. ضحك بطريقة غريبة وقال : لماذا؟؟قالوا : لأنك سوف تأخذ أمنا دعاء ..ضحك مرة أخرى بنفس ألطريقة ولم يجبهم بشيء.... حضنتني والدتي وهي تبكي بشده و تدعوا لي ،ودعتها ورحلت ركبت السيارة ولم أتوقف عن البكاء لحظة ، التفت إلي وقال : لماذا تبكين ؟؟ قلت بصوت منخفض لم أتعود أن ابعد عن والدتي .
قال : لا بأس سوف تتعودين ومسك بيدي !!!
قال : توقفي فورا عن البكاء لا أرى داعي لكل هذه ألدموع أتفهمين."
قالها وهو غاضب جدا .....
خفت وتوقفت فورا عن البكاء ....
كان الطريق طويلا ومظلما مخيفا موحشا ، كادت أنفاسي أن تنقطع من الخوف وصلت إلي عش الزوجة كما ما يقال ، تقدمت خطوات داخله كان الخوف يسيطر علي جداً ، وكل أعضائي ترتعش قال : ماذا بكِ؟؟ ادخلي بسرعة
فدخلت وأنا لا أعلم ماذا يخبئ لي القدر ""

قال زوجي:. ما بكِ تقفين هكذا ؟!!
وأشار بيده وقال : هناك غرفتك ، اذهبي إليها وغيّري ملابسك ثم قومي بتحضير الطعام لي لأنني لم أذق شيئاً هذا اليوم ، ذهبت إلي غرفتي وقمت بتغيير ملابسي ، وذهبت إلى المطبخ ، وجهزت له ما طلب ثم عدت إلى غرفتي فسمعته يصرخ بشدة ، يقول أين الماء ؟هل أنتِ غبية ؟
ذهبت مسرعة وأحضرت له الماء وعدت إلي الغرفة ضحكت ساخرةً وأنا انظر لنفسي في المرآة ، ثم بكيت بشدة ، أدركت أنه كما توقعته مثل والدي لا فرق بينهما بل هذا يفوق والدي في عداوته لي ، لم استطع أن أنم من شدة الخوف ، تكررت نفس الإهانات , نفس القسوة نفس الأسلوب ولكن هو أضاف أسلوباً جديداً عن قسوة والدي ، وهو الضرب لم اشهد والدي يضرب والدتي مع كل قسوته ولكن كلامه كان أقوى وأشد من أي ضرب ، ولكن زوجي ليس لديه أية لغة غير لغة الضرب وعلى أتفه الأسباب إن لم اسمع ندائه يقوم بضربي وإن لم يعجبه الطعام يقوم بضربي ....
يجلس طوال الوقت لوحده داخل غرفة كنت اشعر بأني جارية لديه تزوجني فقط لكي أقوم بخدمته وألبي جميع رغباته دون مراعاة لمشاعري ،
كنت أتمنى أن اعرف ما الذي يجعله يقضى كل هذا الوقت في تلك الغرفة ولكن كان حريصا جداً على أن لا أعرف شيئا عنها ، وفي يوم ذهبت إلي بيت والده لمساعدة والدته ، وعندما انتهيت قالت لي والدته أذهبي يا بنيتي وخذي قسطا من الراحة لقد أجهدت ِ اليوم كثيراً.
وذهبت بالفعل ولم يكن يتوقع رجوعي بهذه السرعة ، دخلت المنزل بكل هدوء ، لعلي أعرف ماذا يفعل بداخل تلك الغرفة ، كانت صدمة لي ،وجدته يشاهد أفلاما إباحية ويتعاطى سجائر غريبة لها دخان كثيف من الصدمة لم استطع الحراك كنت انظر إليه ولم أستطع الحراك ، أنتبه لوجودي غضب جدا لأني عرفت ما الذي كان يخبئه بتلك الغرفة ، قام مثل الوحش الكاسر وضربني بكل وحشية سمعت والدته استغاثاتي ،أتت وخلصتني منه ، بكيت في حضنها كثيراً قلت لها : لماذا هو يعاملني بهذه الطريقة؟؟؟ لماذا تزوجني إن كان لا يريدني ولا يحبني ؟؟؟
أجيبيني أرجوكِ !!!
لم تستطع أن تجيب ، ليس لأنها لا تعرف ، بل لأن الجواب واضح
لأنني امرأة ....
مكثت في بيته ثلاثة أشهر كانت ثلاثة قرون ، مرت ببطء شديد ، كل ساعة كنت أموت فيها ألف مرة ، وعندما انتهت الإجازة وبدأت المدرسة عدت إلي بيت والدي بكل شوق بكل لهفة لوالدتي وأخواتي حتى والدي وسلطان ( فبعض الشرِ أهون ) كانا أرحم منه .
أوصلني إلي باب منزل والدي ثم رحل ، دخلت المنزل بكل هدوء لكي أفاجئهم وعندما رأوني فرحوا كثيرا تجمعوا حولي ارتميت في حضن والدتي وبكيت بقيت والدتي تعانقني وتقبلني بحرارة وتسألني عن حالي كيف كان يعاملني؟ لم أرد أن احملها همي قلت : الحمد لله كان يعاملني بما يرضي الله ، فرح الجميع بعودتي ما عدا سلطان ووالدي، ذهبت له لكي اقبل يده قال : وما الداعي لإكمال تعليمك ؟ ، المرأة مكانها الطبيعي المطبخ فلماذا التعليم ؟؟ لم أتفوه بكلمه ، ذهبت إلى غرفتي وألقيت نفسي على سريري وغرقت في النوم وكأني لم أنم منذ أن غادرت هذا السرير وبقيت نائمة إلى اليوم الثاني ، ثم أيقظوني وبقينا نتحدث كثيرا ثم ذهبت رنا ورهام لكي يلعبن ، سألتني ريم : هل حقا كان يعاملك بما يرضي الله ؟؟؟ بكيت وحكيت لها كيف كان يعاملني وأي نوع هو من الرجال .. قالت : كنت متوقعة انه سوف يعاملك بهذا الشكل وكنت اعلم أنك كذبت على أمي عندما قلتِ أنه يعاملك بما يرضي الله ، كانت والدتي تقف بالقرب من الباب ذرفت الدموع على ابنتها التي لاقت نفس المصير قمت أنا وريم وقلت : لا تحزني يا أماه هذا أمر الله ولن أعترض على أمره .....
بدأ عام جديد كنت سعيدة جدا بان الله كتب لي أن أتعلم ، أحمده ليلا ونهارا علي هذه النعمة العظيمة....
مارست حياتي بشكل طبيعي الكل يحاول إدخال السرور إلى قلبي ولكن كان سلطان في كل مرة يسمعني الكلمات الجارحة دون أن يدرك حتى ما معنى هذه الكلمات ؟ أشفقُ عليه لأنه مريض بحب السيطرة ، وعندما أطلب أي غرض للمدرسة يقول أبي : هل قمنا بتزويجك من أجل أن ننفق عليك ؟ أين زوجك!!!!
قلت له : ألست أنت من قام بتزويجي ؟؟
قال: نعم.
قلت : أذن فاجبره على أن يصرف علي ؟ لماذا تقول هذا الكلام لي اذهب وقل له ذلك .
قال : أتسخرين مني ؟.
قلت : لا والله لم اسخر منك ، ولكن ليس بيدي حيلة وأنت أعلم بحالي ...
لم يستطع أن يكمل الحديث معي تركني وذهب، لأنه يعلم أن زوجي بخيل جدا لم ينفق علي من ماله أبدا ، بل يطلب مني أن أحضر له المال من والدي ، عندها علم والدي انه خسر الكثير بهذا الزواج .
مرت الأيام وانتهى النصف الأول من ألسنه وجاء لاصطحابي معه وقال: اطلبي من والدك مال لتنفقينه على نفسك ، لأنني لا املك مالا أنفقه عليك أخبرت والدي بذلك فغضب كثيراً ، ولكن أعطاني المال ، ثم أخذني زوجي معه وجلست عنده إلى أن انتهت الإجازة وهي خمسة عشر يوما ولكن كنت اشعر أن اليوم كأنه سنة ، مرت الأيام ببطء شديد ، كان فيها يتفنن بتعذيبي ...
وعدت إلي بيت أهلي ولكن عندما رآني والدي و رأى منظر الضرب على وجهي ندم كثيراً ، لأول مرة أرى حزن والدي علي ، كنت أظن أنه حزين على ماله الذي ينفقه على زوجي ، ولكن بعد ذلك عرفت انه حزين على حالي ، تغير كثيراً معي أصبح لطيفاً في كلامه
وليس معي فقط بل مع أخواتي البنات أيضا ، و الشيء الغريب أن أخواتي كانوا يشعرون بالخوف من لطف أبي معهم ، يعتقدون أن خلف لطفه هذا تيارا جارفا ، قد يحطمهم ، ولكن أنا كنت أشعر بصدق مشاعره
وأن الحياة سوف تبتسم لنا ....
ولكن كان القدر يخبئ لي في جعبته مفاجآت كثيرة ...

ترى ماهو الجديد في حياة دعاء ؟؟؟

انتظرونا في الحلقة الرابعة

[/size]

مشكورة غزال على القصة

[b]

مشكووره يا غزل

على القصه الرائعه

تحياتى

المايستروو

العزيزه لحن الوفاء

اخي المايسترو

مشكورين على روعة مروركم

تحياتي غلا

لأول مرة أرى حزن والدي علي ، كنت أظن أنه حزين على ماله الذي ينفقه على زوجي ، ولكن بعد ذلك عرفت انه حزين على حالي ، تغير كثيراً معي أصبح لطيفاً في كلامه
وليس معي فقط بل مع أخواتي البنات أيضا ، و الشيء الغريب أن أخواتي كانوا يشعرون بالخوف من لطف أبي معهم ، يعتقدون أن خلف لطفه هذا تيارا جارفا ، قد يحطمهم ، ولكن أنا كنت أشعر بصدق مشاعره

بسلموا ياغزال الغلا
علي هيك في تطورات كتير راح تصير
بالجزء الرابع
طالما انه الاب حس اخيرا بغلطه وندم وبداء يتقرب من بناته
هادي اكيد بشاير خير
انا مستني الجزء الرابع علي احر من الجمر
يعطيكي الف عافية

هو في تطوات راح تصير وفيها الحلو وفيها الحزين

مشكور اخي الكاسر

على روعة مرورك

تحياتي غلا

» ((( ذنبي أنني امرأة 4 )))
» ذنبي انا اليسا
» اهذا هو ذنبي ؟؟؟
» أعترف أنني عشقتك
» أعرف أنني جزء من حيآتكــ