المترادفات الكثيرة والأسماء المختلفة للشيء الواحد
ويحكى أن ابن خالويه قال: أحفظ للسيف خمسين اسما
فقال له أبو علي الفارسي: ما أحفظ له إلا اسما واحدا
فقال له ابن خالويه: فأين المهند ؟ و ... و
فقال له أبو علي: هذه صفات، وكأن الشيخ لا يفرق بين الاسم والصفة؟!!!
ولسنا بصدد مناقشة هذا الأمر الآن، وبغض النظر عن مذهب الفارسي ومذهب ابن خالويه
ولكن الواقع الذي نراه في لغتنا أنك فعلا تجد الأسماء الكثيرة (أو الصفات الكثيرة) للشيء الواحد
فقد صنف ابن خالويه كتابا في أسماء الأسد يحتوي على خمسمائة اسم
وزاد عليه من جاء بعده حتى أوصلوها إلى الألف أو يزيد
وصنف ابن خالويه أيضا كتابا في أسماء الحية أوصلها لمائتي اسم
والعسل له ثمانون اسما أفردها الفيروزآبادي بمصنف
والعادة لها أكثر من مائة اسم أفردها الصغاني بمصنف وكذلك أفردها الفيروزآبادي بمصنف
وأسماء الخمر أفردها كثيرون بالمصنفات
وذكر أبو العلاء المعري أن للكلب سبعين اسما، حاول السيوطي جمعها في مصنف فلم يدرك إلا ستين وشيئا
ولابن خالويه أيضا رسالة في أسماء الريح
ومن فرائـــد اللغة العربية التي أكاد أجزم أنه لا يشاركها فيها غيرها من اللغات أنها تحتوي على ألفاظ كثيــرة ، تستوي في المعنى حتى ولو مع التصحيف بالنقط إعجاماً وإهمالاً.
أمثلــــة:
- زَكَبَ ، زَكَتَ : بمعنى ملأ.
- النكعُ ، البكعُ : بمعنى الضرب بالقدم على الدبر.
- دبّح ، دبّخ : بمعنى لزم بيته.
- الدّحو ، الذّحو: أي الجماع.
- امتَحطَ سيفه و امتَخَطه : أي سلّه.
- العَصبُ ، العَضبُ : الغلام النشيــط.
ومن عجائب اللغة العربية ما يسمونه بالاشتقاق الكبير والأكبر
فإذا نظرنا إلى ابن فارس وكتابه (مقاييس اللغة) نجده يحاول أن يجد أصلا
ومعنى عاما يرد إليه جميع كلمات المادة إن أمكنه السبيل إلى ذلك، وإلا
فإنه يجعلها معنيين أو أكثر.
أما صنيع ابن جني (ذاك الجني!!) في مقدمة الخصائص فعجب عجاب، إذ أطال
النفس في بيان أن بعض الكلم في العربية يرجع إلى معنى واحد مهما قلبت
الحروف وغيرت في الترتيب!!
والمثال الذي ضربه هو ( ق و ل) وتقليباتها ستة:
ق و ل / ق ل و / و ق ل / و ل ق / ل ق و / ل و ق
ثم راح يتكلم على كل منها ضاربا الأمثلة وشارحا الاشتقاق وراجعا
كلا منها إلى المعنى الذي يريد أن يثبته
ومن عجائب اللغة العربية أيضا ...
... أنها حمالة أوجه بحيث تسمح للمضطر أن يُعَرِّض، وللشاعر أن يجانس
ويطابق، وللمتكلم أن يحسن ويقبح، وما كتاب أبي منصور منكم ببعيد (تحسين
القبيح وتقبيح الحسن)
سئل ابن الجوزي أيام ظهور الشيعة: أيما أفضل أبو بكر أو علي؟ فقال:
أفضلهما الذي بنتُه تحتَه، وهذه العبارة تحتمل الاثنين، وفيها عبقرية فذة.
وسئل أحد السلف في فتنة خلق القرآن، فعد على أصابعه: التوراة والإنجيل
والقرآن والزبور، ثم أشار إلى أصابعه وقال: أشهد أن هذه الأربعة مخلوقة!
قال أبو الفتح البستي:
خُذِ العَفْوَ وأمُرْ بعُرْفٍ كما ............ أمِرْتَ وأَعرِضْ عنِ الجاهِلينْ
ولِنْ في الكَلامِ لِكْلِّ الأنامِ ............ فُمستَحْسَنٌ مِن ذَوي الجاهِ لِينْ
وقال أيضا:
إذا ملك لم يكن ذا هبة ......... فدعه فدولته ذاهبة
وقال بعضهم:
نَمْ لَهْ ...... فإنه لا يساوي نَمْلَة