قصه من ذكريات الطفولة

من ذكريات الطفولة

كانت زين جالسة مع أولادها وهم يلعبون تنظر إليهم وتتأملهم ....
تتأمل ضحكاتهم ..حركاتهم .. كلامهم .. فجأة عادت بها الذكريات إلى الوراء لتجد نفسها في السابعة من عمرها
وجدت نفسها جالسة أمام جدتها التي تتكلم معها وتمازحها وتتأمل ضحكتها البريئة ...
دخل خالها البيت وهو مسرع على غير عادته ...لونه متغير...!،ومن دون أن يتكلم أعطاها بعض الصور ، نظرت إليها الجدة فأدمعت عيناها
قالت زين: لمن هذه الصور ..؟ أريد أن أراها...!لمن هي..؟ سحبت الصور بكل براءة من يدي جدتها ،يا إلهي..!من هذا الطفل ..؟ لماذا هو هكذا ..؟ماذا في عينيه ..؟لماذا هو مزرق ..؟...لماذا...؟
الجدة :اهدئي يا ابنتي ....اهدئي ...
هدأت زين قليلا ولكنها مازالت مصدومة ، بدأت تقلب في الصور وتنظر إليها وفي قلبها غصة وفي عقلها آلاف الأسئلة ...
سألت خالها ثانية من هؤلاء ...؟من هذا الطفل ...؟
قال الخال: إنهم شهداء حلبجة .
زين :حلبجة، ومن هي حلبجة .
الخال : حلبجة هي قرية في شمال العراق .
زين :ولماذا هذا الطفل فمه مفتوح، وعيناه جاحظتان، ولونه ازرق .
الخال : لأنه ميت .
زين : وهل كل من يموت يكون هكذا .
الخال : لا ولكن هؤلاء قتلهم الطاغية صدام حسين بالمواد الكيماوية .
زين : متعجبة ، يعني كيف ؟
الخال : الكيماوي مادة خطيرة جدا ومميتة مجرد أن يستنشقها الإنسان يموت فورا،لقد قتل صدام حسين هؤلاء الأبرياء بهذه المادة .

زين : وهل تألموا عندما ماتوا ..!
الخال: بقي صامتا وفي قلبه غصة.
زين : ولماذا يفعل بهم هذا..؟ ،هل كانوا سيئين..؟
الخال: لا لم يفعلوا شيء سوى أنهم أكراد، إنه لا يحب الأكراد ويريد قتلهم جميعا، لأنه يريد أرضنا أرض الأكراد.
زين : أنا اكره صدام ،إنه سوف يدخل النار ،أليس كذلك..؟
الخال:إن شاء الله.
عادت زين إلى البيت ومازالت تلك الصور لا تفارق مخيلتها الصغيرة ،وخاصة صورة ذلك الطفل.
قصت كل شيء لامها وأخواتها ،وهي تقول في نفسها....هل يا ترى ذلك الطفل تألم حين مات ؟
جاء الليل ونامت زين ،ولكن ليس كعادتها تنام وتحلم بما تحب ،نامت زين وهي ترى في حلمها ذلك الطفل وهو جالس في حضن أمه يضحك، وفي وجهه نور شديد ،وجمال لم ترى مثله في الدنيا .
اقتربت منه زين ...،وسألته :ألست من شهداء حلبجة .
قال الطفل:نعم.
زين :ولكنك لم تكن هكذا عندما رايتك.
أجاب الطفل وهو يبتسم:نعم لأنني كنت في الدنيا .
زين: وأين أنت الآن .
الطفل :في الجنة.
زين :هل تألمت عندما قتلك صدام؟
الطفل : نعم ،ولكن انظري لما حولك ،لقد بدل الله ألمي في الدنيا إلى سعادة الآن ،وهنا ألعب واركض بدون خوف من صدام .
زين : أنا مسرورة جدا لأجلك .
يا إلهي...!، إنه صوت أمي، إنها تناديني ...،يجب أن أذهب.
الطفل :انتظري ..،أتمنى منك ألا تنسيني وألا تنسي ما حل بحلبجة .
زين: ومن ينسى ما حل بحلبجة.
استيقظت زين على صوت أمها وهي توقظها للذهاب إلى المدرسة.وكالعادة نهضت زين من فراشها وهيأت نفسها للذهاب.
في المدرسة كانت زين جالسة مع صديقتها رندة التي كانت تتحدث بكل براءة عن أنواع الحلويات التي تفضلها...بينما هي تفكر ..وتفكر ..وتفكر ...نظرت بعفوية إليها ،
وقالت لها :هل سمعت ما حل بحلبجة ؟
رندة : ومن هي حلبجة؟
بدأت الصغيرة زين تكلمها عن حلبجة ........،وهي لا تدرك أن هناك شخص ثالث يستمع إليها ، وهي المعلمة .
نادتها المعلمة:زين تعالي إلى هنا .
ذهبت زين إلى المعلمة ،فتبسمت كعادتها وقالت :نعم معلمتي.
المعلمة : عن ماذا تتحدثين .
زين:بكل براءة ،عن حلبجة،فقد جلب خالي صور لأولاد قتلهم صدام....
المعلمة: (بصوت منخفض) لا تتحدثي عن هذه المواضيع في المدرسة ،هل تريدين أن تدخلي السجن مع أهلك.
سكتت زين وهي تنظر إلى المعلمة وتقول في نفسها ،لماذا أدخل السجن ...؟،ماذا فعلت..؟
عادت زين من المدرسة ،وأسرعت إلى أمها وهي خائفة..ماما ..ماما..!
الأم:ماذا يا ابنتي الصغيرة.
زين:أحقا إذا تحدثت عن حلبجة سوف أدخل السجن.
الأم :من قال لك هذا .
زين:المعلمة.
الأم:ابنتي العزيزة الأفضل ألا تتحدثي عن حلبجة في المدرسة ،فهناك من لا يحبنا ولا يريد الخير لنا،ولكن هذا لا يعني أن تنسيهم بل يجب عليك أن تبقيهم في ذاكرتك دائما ،فهؤلاء هم إخواننا وهم أبرياء .
زين:لا يا أمي لن أنساهم. فجأة سمعت زين صوتا يقول : الله أكبر ....الله أكبر ...نظرت من حولها لتجد نفسها بين أولادها ، فقالت وهي مفزوعة ،ماذا حصل...؟ماذا جرى..؟
قال لها ابنها الصغير : انظري يا أمي إلى التلفاز .
فإذا بها ترى الطاغية صدام وهو متدلي من حبل المشنقة .
نهضت من مكانها ورفعت يديها إلى السماء وقالت:الحمد لك يا رب العالمين يا من تنصر المظلوم على الظالم ولو بعد حين .
من وصية الشهيد قاضي محمد لنا:

أن تعتقدوا بالله و ( بما جاء من عند الله ) وتعبدوه، وتؤمنوا برسوله ( صلى الله عليه وسلم ) ويكون أداؤكم للفرائض الدينية قويا ومتينا، احفظوا وحدتكم واتفاقكم في صفوفكم.. لا تقترفوا الأعمال المشينة تجاه بعضكم
ولا تكونوا طماعين ولاسيما عند تسلم المسؤولية نشالله يعجبكم مستنيه ردكم

يسلمو ريما

تحياتى لكى

يعطيكى العافية ريما

تحياتى لكى

مشكورا على اهتمامكم

مشكورة ريما على موضوعك
وبارك الله فيك

يسلموا يا ريما علي القصة
ولكن هل فعلا صدام هو من فعل ذلك بهم؟؟؟؟؟؟؟

مشكورة ريما علي القصة الجميل
تحياتي يا قمر

مروكم اسعدني مرسي الكم

يسلموو يا ريما

مشكورة يا عسل

قصة رائعة من اخت اروع

تحياتي الك غاليتي

تسلمي ريما

جد خيالك واسع

تقبلي مروري

فــــــــــــــــــتاش

» ذكريات الطفولة
» انا اموت ورايت ذكريات الطفولة
» هل تستمر صداقة الطفولة؟
» احن الى ايام الطفولة واشتاقها............
» صور مشاهير ايام الطفولة