حوار دار بيني وبين القلم

--------------------------------------------------------------------------------

حوار دار بيني وبين القلم

القلم (شاكيا ً همهُ ،، ويحاول أن استدركه)

بدايةً زفرة زفرتاً بدت وكأنها صادرة من أعمق أعماقه وأنها قد أطلقت معهُ أحزان العصور كلها.

(فقال معاتبا ً): لا أستطيع التحمل ..، كفا حروف متشابكة لتصبح كلمات متناسقة..، عبر صفحات متناثرة هنا وهناك،فوضى في كل مكان دعيني يوماً أستريح ...،، ولا تكتبي الآلآم من خلالي..

أتعرفين..؟ لست وحدي أشكوكِ بل وحتى أني قد سمعت بالأمس ،نحيب المكتبة.فذهبت مسرعاً كي أتحقق من نحيبها، إلاّ وأن رأيتها تبكي فسألتها لم البكاء...؟!- وكانت دموعها بين الحين والآخر تغرق الأوراق-فأجابتني انكِ تملئينها بالأوراق المبعثرة،،وأنها غير قادرة على استيعابها...!!

(فأجبتهُ ضاحكةً):أنا أفعل كل هذا..! كُفىَّ عن الكلام.
فقال:لا تسخري مني..أرجوكِ اتركيني وشأني ...
فقلت:كيف لي أن اتركك وانت الوحيد الذي أتنفس به وأزيل بعض أحزاني

(فأجابني القلم): تبالغين بأحزانك،، فأنا لا أطيق إنني مرهف الإحساس.

(مندهشة منهُ): مرهفُ الإحساس ..!! لم أسمع بهذا من قبل ...!!

ولم التعجب؟ (فقال تمجيداً بنفسه):ألست أنا من يكتب منذ زمن ٍ بعيد...لقد عشتُ مع الشعراء وكنتُ سبباً كي يعرفهم الناس..

(فأكملت قائلة)وأيضاً عشتَ مع المجرمين الذين يكتبون بك بيع الأوطان..

فقال:كفاكِ هراءً أيُّ كلام ٍهذا (كان يريد المفاخرة)أنا الذي..
(فقاطعته بغضبٍ وقلت): صه ألم تكن في عهد بلفور المشؤوم ؟ألست سببا ً في بيع فلسطين..؟

(أراد التبرير فأردف قائلا ً): لست أنا صدقيني بل جدي .. ولو كنت أنا لما فعلت ذلك..
(قلت بسخرية): أها هكذا إذن جدك ..!!

(لم يستطع الإجابة وأراد تغيير مجرى الحديث فقال):دعكِ من هذا الكلام ..، فأنا لا احب السياسة.
(فأجبتهُ) أيُّ سياسة لم أتكلم بالسياسة قط..!!

(بقيَّ مستمرٌ في كلامه) من أين تأتين بكلماتك ..؟ وكيف تصنعين أحزانك.؟!
فقلت: آتي بها من الحياة التي نعيشها،،(متعجبة) أصنعها..!!أحب كتابتها ليس إلا..
*-أنشد قائلا ً-*يا ماسكاً بي كُفَّ عن ايذائي فلم أعد أحتمل كتابة الأشجان.
(اجبتهُ وأنا منشغلة بكتابتي):كفاك ثرثرة ولتكن صامتا ً، فأنت تزعجني ...
(ألقى اللوم عليَّ فقال):أنت هكذا دوما تريدينَ أن تعبري بكلماتكِ بخطي ،، أما ان اعبر عن مللي منكِ فلا

(فقلت مهددةً له):أصمت وإلا ..
(يريد إظهار شجاعتهُ) وإلا ماذا؟ قولي فلم يعد هنالك شيءٌ يحزنني أكثر من كتابتك..
(فأكملت قائلة):وإلا قد مسكت بالمبراة وأنهيت عمرك
(قال بغير اهتمام):عمري..!!أي عمرٍ هذا.. أهو الذي أفنيته وانتِ تكتبين جل أحزانكِ بي
(فقلت بكامل عصبيتي): أحزانكِ أحزانكْ .. من قال لك بأني متشائمة، لا أحد متشائمٌ سواك... قل بأنك تخافُ من المبراة وتخافُ أيضاً من الممحاة التي هي القادرة على محيِّ كتابتك.
(فقال مكابراً ): لستُ جباناً ،صحيحٌ أنهن يغضبانني ولكنهن من فصيلتي ولا أستطيع التخلي عنايضاً...أما بالنسبة لمحيِّ كتابتكِ فهي دموعك،قد تمحيها ولا تستطيعين قراءتها.
(فقلت بكل ثقة): مخطىء فالكتابة قد تمحيها الدموع .. لكن الذكرى لا تمحاها القلوب
(اعترف قائلاً): غلبتني لك الحق في هذا .. ولكن اجيبيني أليست بعثرة حروف وتقومينا بتركيبها؟
(فأجبتهُ متسائلة) من قال لك ذلك فالحروف هي نفسها قد نركبها ونكتب بها الخير وأيضا ًقد نكتب بها الشر..!!،،
(فقال وكأنه قد أحرز شيئا ًمهما ً):أها ها قد أجبت بنفسك
(لم ادرك ما يقصدهُ)ماذا ؟ ماذا أجبت..؟
فأجاب: بأنك قادرة على ان تبعثري تلك الحروف وتركبيها من جديد
قلت: ايُّ حروفٍ تقصد؟ ولم! وكيف ذلك؟!
(فأسدى لي بنصيحة) الكتابات التي تكتبينها دوماً عن الآلآم والأحزان، بإمكانك إعادة كتابتها بطريقة جديدة بنفس الحروف لتكون بعيدة عن الطقوس الأليمة والكلمات المعذبة والصفحات التي تحمل بطياتها جروحاً وقلوباً كسيرة لتجعليها بعيدة كل البعد عن التشاؤم، وليكن شعارك ستشرق الشمسُ دوماً .
فقلت:كلامك رائع ،، وبه معاني غزيرة..لتكن معي في ذلك ولكني سأغير الشعار وليكن شعارنا(لا شك ان الشمس ستستمر بالشروق والغياب سواء).
********************
-----------------

فاستمريتُ قائلة:والآن فلتصمت ولتدعني أكتب ما يحلو لي دون أي ضجةٍ تحدثها.
(فقال القلم بهدوء):بالله عليكِ، ما الذي تكتبينه الآن ،لعلك قد عدت لكتابة الأشجان؟
(فضحكتُ لهدوءه وإخفاضه لصوته)وقلت له:لا،لم أكتب الأحزان ولا تقل بأنها أحزان بل قل آلآم...آهاتٌ من الزمان،وعشقٌ للظلام، وامتلاكٌ للجروح،ولكن يبقى أملٌ بالحياة في ابتسامةٍ مرسومة بهمس القلوب في رجاء الله،،وليكن الغدُأجمل من قبله..

قال القلم:إذن ما الذي تكتبينه الآن ..؟
سأجيبك:إنني أكتب بحوارٍ بيني وبينك وأنت بدوركَ تمثلُ عذابات الأقلام،وبدوري أنا ابرر سبب استخدامنا لكم ،وسأنقل هذا الحوار الى العم أبو زياد.

القلم:أبو زياد ..!! من هذا ؟
قلت:انهُ مراقبٌ في الملتقى الفتحاوي ،ومشرف قسم الثقافي والأدبي،
القلم:ما هو هذا الملتقى الذي تتحدثين عنه؟

(ممللت لكثرة تساؤلاته فأوبخته قائلة):أوه ما كل هذه الأسئلة..

(فقال القلم خائفاً):أعتذر منكِ،ولكن لِم ستنقلي هذا الحوار ؟(فأكمل قائلا ً بصوتٍ منخفض ولا يريدني أن أسمعهُ) أليس من حقي أن أعرف الى من ستنقل كلامي،وعن من تتكلم..!!

سأقول لك وبوضوح: سأهدي هذا الحوار الى العم ابو زياد ،وبدوره إما سيعجبه وإما سيوبخني ويقول بذهنه موضوع لا يستحق القراءة...
(فقال القلم بسخرية):أنتم هكذا دوما ًالبشر،تبحثون عن مصالحكم...
ولِم ستهديه إياه...،لأجل مصلحتكْ والله إنكم لمذبذبون

(فقلت مستنكرة لكلامه):أيُّ كلامٍ هذا،أيها الأبله،كلامك قاسٍ جدا ً،فقد أجبتك أنني سأكتب هذا الموضوع وأضعهُ بين يديه كي ينتقده وقد تكون نتيجتهُ سلبية فلِم تحاسبُني وتدعي أنني أبحثُ عن مصلحتي..!!

أنا أبحثُ عن مصلحتي من انتقادات الآخرين لكتابتي وليس لإشهار نفسي وتكون انتقاداتٌ بمكانها ليس ادعاءا ًباطلا ً،فالعم أبو زياد وبعض الآخرين ينتقدون من أجل المساهمة في إنجاح مهاراتي،ليس أنا فحسب بل وكل طالب لصعود السُلم لكي نرتقي سويا ًبالملتقى الفتحاوي،ونفيد ونستفيد من خبراتهم العظيمة بجانب كتابتي المتواضعة.

(القلم مسترضيا ً):أها،في الحقيقة لم أكن أعلم ذلك.
(فقلت منبهة لهُ):إياك والظنون الكثيرة تأكد من كلامك قبل أن تتفوه به،ولا تكثر انتقاداتك الحادة بشكل مقصود فتجرح الآخرين.
(صمت القلم هنا ولم يعد يتكلم)
أما أنا فقد أنهيتُ هذا الحوار لأنني لم أعد أقاوم النعاس....

مشكوور فتاش

على ما قدمت

تقبل تحياتى

فقال:كفاكِ هراءً أيُّ كلام ٍهذا (كان يريد المفاخرة)أنا الذي..
(فقاطعته بغضبٍ وقلت): صه ألم تكن في عهد بلفور المشؤوم ؟ألست سببا ً في بيع فلسطين..؟

فتاش

ارفع أسمى كلمات الشكر و التقدير لك...

الله يعطيك العافية ...

و ننتظر جديدك من إبداعات ...

مع تحيتي لك

يسلمو كثير
تقبل مروري

مشكور فتاش على الحوار الرائع

شكرا لك فتاش على الحوار الحلو

تحياتي لك

يسلموا فتاش على الحوار الرائع
تحياتى

مشكور اخى الطيب

فتاش

على قصديتك الرائعه والمميزة

كل الاحترام لك والتقدير

تحياتي لكل العضاء الحلوين

وشرفوني

احلى تقدير واحترام لكل من شارك ودخل

دمتم للمنتدى ميدو

مشكور فتاش ع الموضوع والحوار الشيق

تحيايت لك يا غالي

احلى عيون

يسلموو فتاش علي ما قدمت

يسلموا كثير حلوى

» حوار بيني وبين قلبي
» بيني و بين نفسي
» حوار بيني وبينها
» (حوار بينى وبين قلبى)
» حوار بين القلم والقلب