افتراضي الغيرة بين الاخوة **كيف نتعامل معها**

كم
مرة رأيت فيها أخوة أو أخوات يتشاجرون حول من ينبغي أن يحمل الهاتف أو من
الذي يمكن أن يلعب باللعب؟ وكم مرة سمعتهم يصرخون بأنهم يكرهون بعضهم
بعضا، أو أن أحدهم لا يرغب في وجود الآخر؟ الإخوان بطبعهم يتشاجرون
ويصرخون في بعضهم البعض، فهي إحدى السبل التي يتواصل ويتفاهم بها الأطفال
مع بعض. أحيانا قد يكون هذا مرهقا ومخيفا للوالدين، فينتابهم الخوف من أن
أطفالهم لن يتعلموا احترام وحب بعضهم البعض إذا كان لا يمر يوم من دون
شجار أو معركة أو أكثر في أصغر الأمور وأتفهها. الواقع أن قليلا من الغيرة
والشجار المتوازن بين الأشقاء يعتبر شيئا طبيعيا في الأسر، فمهما تشاجروا
أو اختلفوا أو غاروا من بعضهم فهم ما يزالون يحبون بعضهم البعض. فمن خلال
الشجار والاختلاف، يتعلم الأطفال التعايش مع الآخرين. ما هي الغيرة؟

يتشاجر معظم الأطفال للتنافس على حب والديهم، أو لأنهم يشعرون بأنهم لا
يحصلون على الاهتمام الكافي من والديهم. وكثيرا ما يكون سبب الصراع شعور
الأخوة بالتنافس، أو الغيرة. والتنافس من الطبيعي أن يبرز بين معظم
الأشقاء لأن الغيرة بين الأشقاء عاطفة قوية لا يمكن السيطرة عليها،
وأحيانا تحمي الغيرة النظر إلى الأشياء بصورة واقعية، فما بالكم بطفل صغير
لم يبلغ العمر الراشد للتعمق في الأشياء، فهو لا يرى الأمور بمنطق بل
يراها بشكل طفل مجروح يرى أن أخاه ينافسه أو يخطف حب والديه أو يأكل كل
الحلوى. فالشعور بالغيرة على الوالدين ينبع من حب الطفل لهما، وتلك
الرابطة القوية التي تربطه بهما. ويرى الدكتور كريستين هاريس، أستاذ علم
النفس في جامعة كاليفورنيا، أن التنافس بين الأخوة شائع جدا بين مختلف
المخلوقات، على سبيل المثال بين النسور السوداء، عادة يقتل النسر الأكبر
قرينه الصغير، وهي وسيلة تحمي بها النسور نفسها. وتقول الدكتورة سيبيل
هارت، خبيرة علم النفس من جامعة تكساس، إنه في دراسة أجريت بين أطفال لم
تتجاوز أعمارهم 6 أشهر وليس لديهم أشقاء أو شقيقات، ظهر أن تعابير وجوهم
كانت تتغير إلى تعابير سلبية عندما تفاعلت أمهاتهم مع دمية تشبه طفلة
حقيقية.

كيف يمكن تؤثر الغيرة على طفلك؟

هنالك
عدة عوامل يمكن أن تؤثر علي الطفل، ولكنها تعتمد على طول المدة ومدى خطورة
مشاعر الغيرة والتنافس التي يعاني منها الطفل. ففي دراسة نشرت من قبل
علماء الاجتماع في أميركا، تبين أن 35% من الأطفال تعرضوا للضرب من قبل
أشقائهم بسبب الغيرة، وتراوح الضرب بين خدوش وجروح بسيطة إلى إصابة أكثر
خطورة.

بعض الآثار طويلة المدى من الغيرة بين الأشقاء تشمل الآتي:

* كيف يمكن يؤثر عمر الطفل على غيرته؟

ـ يعتبر الدكتور بنجامين سبوك، المتخصص في تنمية الطفل أن المشاعر
التنافسية أكثر حدة عند الطفل الأول، لأنه تعود أن يكون محط أنظار والديه،
وعندما يصل مولود جديد، يشعر الطفل أن الاهتمام سحب منه. معظم خبراء تربية
الطفل يعتقدون أن الغيرة من الرضيع تكون أقوى دون سن الخامسة من العمر،
وذلك لأن الطفل مازال يعتمد على اهتمام والديه ولديه القليل من الأصدقاء.
أما الطفل الأكبر سنا فيمكن أن يشغل نفسه مع أصدقائه أو بالمدرسة،
وبالتالي لن يشعر كثيرا بأثر قدوم مولود جديد مثلا.

* ماذا يمكن أن يفعل الوالدان؟

ـ شعور الطفل بالغيرة في بعض الأحيان رد فعل طبيعي، ولكن من المهم جدا أن
يحاول الوالدان مساعدة طفلهما ليعبر عن أحاسيسه ومشاعره والتعامل معها.
طفلكما يحتاج للشعور بالأمن والأمان بجانبكما. وكما يقال فالغيرة تذبح
الحب بذريعة المحافظة على حيويته.

* نصائح لمساعدة الأطفال على عدم الشعور بالغيرة

ـ لا تحاول أن تعامل كل أطفالك بالتساوي، فكل طفل فريد وله خصاله الفريدة
واحتياجاته الشخصية فلا تفرق بينهم ولكن أعط كل واحد منهم الحب والعلاقة
المميزة معه.

2 ـ لا تنادي أطفالك بألقاب مثل "الشقي" أو "المخرب" أو "العبقري" فهذه
ستجعل طفلك يحس بأنه غير محبوب، أو أنك ترى فيه عيوبا مقارنة بأقرانه.

ـ حاول أن تخصص وقتا خاصا لكل واحد من أطفالك، فهذا سيعطي كل طفل الاحساس بأنه خاص ويعطيه ثقة بنفسه.

ـ لا تقارن الأطفال مع بعضهم البعض، فهذا سيعطيهم شعورا غير لطيف.

ـ لا تعامل أطفالك بمعيارين فتعاقب واحدا وتسامح الآخر، من الأفضل أن تضع
قوانين واضحة بالمنزل فاذا تجاوز أحد الأطفال تلك القوانين فالعقاب سيكون
واحدا.

ـ حاول أن لا تتدخل في المشاجرات بين الإخوان، دعهم يحلونها بأنفسهم كل ما أمكن. ولا تتدخل إلا إذا اصبح الشجار غير محتمل.

إليه وأخبره انك تفهم مشاعره.