صديقك ينتظرك ولم تفكر به

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته


يصيبك الاختناق كثيراً وتقول الجملة المشهورة (ياريت آلاقي حد يسمعني) .. تبرق في ذهنك فكرة الاتصال بأقرب أصدقائك ... هو الوحيد الذي أجد الراحة في محادثته .. أعلم أنك ستستبعد والديك من حساباتك بدعوى أنهم من جيل سابق ويصعب عليهم فهم أحاسيسي ومشاعري .. كلنا نقول ذلك.... ستتصل بصديقك وسيقول لك (معلش أنا النهاردة .. عندي مشوار مهم مع الأسرة ... ممكن نخليها بكرة) .. سترفض الأعذار بالتأكيد وتؤكد له أنك تحتاج إليه الآن كثيراً .. هو أيضاً معذور حيث سيقول لك (إنت عارف مقدرش ماروحش المشوار)... قد تتهمه بالخيانة والنذالة قليلاً داخلك ...كلنا نفعل ذلك ... لكن عقلك سرعان ما يبحث عن شخص آخر ...هذا صديق آخر أرتاح معه ... ستتصل به وستتقابلان ... سيسمعك طويلاً لكنك تلاحظ أنه شارد أثناء حديثك ...تسأله (مالك؟) .. يقول لك بعض الذي يؤرقه وتجد أن مجرى الحديث انقلب فجأة لتسمعه أنت بدلاً من أن يسمعك .. كلنا نمر بذلك .... أو أن يسمعك بآذان صاغية ثم لا تجد رداً إذا كنت تحتاج إلى نصيحة ويقول لك الجملة المشهورة (مش عارف أقولك إيه؟!) ...أو تجده قد أسدى لك نصيحة ما .. تراجعها مع نفسك لتجد أنك لا تهضمها ولا تتناسب معك ... أو أن تطلب منه التدخل لحل مشكلة ما فيقول لك (مقدرش أتدخل علشان ماتحطنيش في مشاكل).. هل يمكن أن تطلب خالك أو عمك لتفضفض له ... بالطبع لا تستطيع إما لوجود المشاكل العائلية المعتادة والتي تجعل الحساسية بين والدك أو والدتك معهم وليس من الضروري أن تكون طرفاً فيها لكنك تقول (كده حاصغر بابا وماما).. أو تضم عمك وخالك وعمتك إلى قافلة جيل والديك الذي يقول حكمه أولاً ثم يستمع إليك ...


في النهاية تجد نفسك تدور في الغرفة وحدك ...تفتح النافذة وتقف فيها وحدك .... تحاول تركيز أفكارك لتحل المشكلة أو تتحدث إلى نفسك لتجد الراحة المفقودة وفي النهاية لا تصل إلى شيء ...قد يحدث ذلك كله أو لا يحدث ... لكن في الحالتين أنت نسيت أهم صاحب وصديق لم يأتي إلى بالك أبداً ... لقد راجعت كل أصدقائك العاديين لكنك أحيانا تقول لنفسك (أنا محتاج سوبرمان يحل المشكلة) ... بالفعل هنلك صديق خارق أقوى من كل البشر ... صديق سيستمع لك حتى النهاية ولن يقاطعك أبداً ... لا يحتاج إلى دليل هاتف لتتصل به لأنه موجود مهك في كل مكان لكنك لا تراه ولكنه يراك ويسمع همسك أو أفكارك ... لا يطلب منك كلاماً منمقاً أو مرتباً ولكن فقط يريدك أن تتحدث موقناً بأنه هو الصاحب القادر فوق كل من تعرفه ومالا تعرفه .. إبدأ كلامك معه بجملة واحدة (أنا محتاجلك ).. ستشعر براحة كبيرة عندما تنتهي من حديثك إليه ... أعلم أن ستقول (بس أنا عايز حل) .. لن تسمع الحل أو تراه مكتوباً في الفضاء وإنما سيضعه بين أفكارك بإتسيابية جميلة لتجد نفسك تقول الجملة الشهيرة (إزاي ما فكرتش في الحل ده قبل كده) ...

هل عرفت من هو هذا الصديق ...إنه الله جل جلاله الذي فقدنا بأيدينا لذة مناجاته فأصبحت علاقتنا به مجرد طلبات (يارب أنا عايز وعايز وعايز ...).. هو لا يمل من طلباتك وملكه أوسع من رغبات البشر جميعاً.. لكنه يريد منك أن تستشعر وجوده ليس فقط كجبار ومنتقم وإنما كرؤوف وحليم ولطيف ورحيم وحكيم فهل وجدت يوماً في حياتك صديق وصاحب يتمتع بالرأفة والحلم واللطف والرحمة والحكمة في آن واحد بجانب القوة في الدفاع عنك ... فلنحيي جميعاً عبادة المناجاة داخل أنفسنا ولقد وضعت لك ثلاثة نماذج للمناجاة إذا كنت عاصياً أو وحيداً أو يتيماً فلم يكتبها أحد الصحابة أو التابعين أو الصالحين أو الأئمة وإنما كتبها أناس مثلي ومثلك إصطادوا أنفسهم في لحظة ضعف وأيقنوا من هو الصاحب الحقيقي؟؟؟



مناجاة عاصي
إلهي...أعلم أنك تراني وأختبيء ....أعلم أنك تسمعني وأهمس .....أعلم أنك حليم فأتمادى .... أعلم أنك غاضب فأتناسى...أعلم أنك غفور فأتوب ثم أعود ... لا أعلم من يغفر إلا أنت ...لا أعلم من يسترني إلا أنت ...لا أعلم ساتراً للعيوب إلا أنت ...لا أعلم من يشتاق للتائبين إلا أنت ....أذوب خجلاً وأنا أعصي أمامك ...أذوب خجلاً وأنا أكل من رزقك وأعصي ...أذوب خجلاً وأنا أسكن في أرضك وأعصي ...تستضيفني في رحمتك بغفرانك فأرفض ..تستر ذنبي فأتمادى.. تدلني على طريق الصالحين فأتمرد.. اليوم أقف أناجيك تائباً ولا أعلم إذا كنت سأعود إليك أم أن قلبي سيعاود... أنت الودود إذا صدر مني الجفاء ....وأنت العفو إذا صدر مني البلاء ....وأنت الرافع إذا سقطت في درك الشقاء ...وأنت مثبت القلوب إذا مالت إلى الأهواء.. أنت الحنان إذا أصابني البكاء ....وكيف لا أبكي الآن وأنا أقف في نفس المكان الذي وقفت فيه كثيراً أشكو إليك ضعف قوتي وقلة حيلتي وهواني على الناس وهواني على نفسي وضعفي أمام شهواتي وحيرتي في فهم نفسي ...أنت الدليل إذا تهت وأنت الموسع إذا ضاقت بي كل السبل ...يامن أمهلت برحمتك وحلمك فرعون...يا من أجلت رفض التوبة حتى الغرغرة ... يامن إذا جئناك بتراب الأرض خطايا تأتينا بترابها مغفرة ... يا من أحن على العبد من الأم على ولدها...يامن حفظتني من الموت وأنا على المعصية ... أسألك برحمتك أن ترحمني ...أسألك بقوتك أن تمحو ضعفي ...أسألك برأفتك أن تعطي لي فرصة أخرى ...أسألك بجبروتك أن أكون جباراً على شيطاني وعلى نفسي الآمارة بالسوء ...إذا كنت لا أملك الجهاد في سبيلك فقوني في جهادي على نفسي ..يارب استجب....
مناجاة وحيد
إلهي...ليس في كل مرة يراني أصحابي ...وأنت البصير دائماً ...ليس في كل مرة يسمعني أصحابي ...وأنت السميع دائماً ....ليس في كل مرة أجد صاحباً مستيقظاً...وأنت الحي الذي لا ينام ...ليس في كل مرة أجد صاحباً حانياً ..وأنت الحنان دائماً... ليس في كل مرة أجد صاحباً يعطيني ...وأنت المنان دائماً ...ليس في كل مرة أجد صاحباً يودني ...وأنت الودود دائماً ...ليس في كل مرة أجد صاحباً يتقرب إلي ...وأنت القريب دائماً ...يا صاحب كل وحيد ...يا قوي كل ضعيف ... يا أنيس كل مشتاق للرفقة ... عرفت أنك بجلالك تأتي هرولةً لمن يمشي إليك ...عرفت أن الوحيد لا يستوحش بحضورك ...عرفت أن من يبكي أمامك ترفعه وتحنو إليه ... ها أنذا بضعفي ووحشتي ووحدتي في جوف الليل والسكون أمامك ... أطمع بتفاهة حجمي في ملكوتك أن أنعم بعظمة صحبتك.. بأنسك وودك الذي لا تحجبه عن عاصي يريد قربك ... يا أحن علينا من الأم على إبنها ... أنا لست ولدك ..فأنت الفرد الصمد لا شبيه ولا ند ولا ولد له ...إنما أنا عبد ضعيف مسكين كان يبحث عن الصحبة المطلقة الدائمة في الأصحاب البشر فلم يجدها إلا في رب الأصحاب .. أسألك أن تنتشلني من بعدي بقربك ..ومن وحشتي بأنسك ... ومن وحدتي بودك ... يارب استجب



مناجاة يتيم
إلهي ....أخذت أجمل عزيزين عندي وبقيت أنت ...فكنت أنت أعز ممن أخذت... جعلتني فرداً وسط الجمع فالمشيئة لك ... جعلتني أنام وحدي وسط صخب الآخرون حتى أعرفك أنت .. أصاب الظلام حياتي فرأيت نورك أنت .. أكلت وشربت وحدي فكنت الرزاق أنت... أصابني الشتات والشرود فعدت عندما كنت القائد أنت ... شربت قسوة الفراق فكنت الحنان أنت ... تكفلني الغرباء فكنت المعين أنت ....إبتسمت في وجه الآخرين صباحاً وبكيت ليلاً وحدي فلم أجد أفضل من أناجي إلا أنت ... أنت اللطيف في الشدائد ... وأنت المنقذ من المكائد ... أنت ملك الحرية خارج سجن الوحشة والظلمة ...ابتليتني فكنت أنت المعين على صبر فؤادي ... فاليوم أصبحت وحدي ببدني فهنيئاً لي على وحدتي مع ذا الجلال .....



تحياتي

بارك الله فيكي
بحر الدموع

وفيكي حبيبتي
مشكورة لمرروك العطر

بالفعل هنلك صديق خارق أقوى من كل البشر ... صديق سيستمع لك حتى النهاية ولن يقاطعك أبداً ... لا يحتاج إلى دليل هاتف لتتصل به لأنه موجود مهك في كل مكان لكنك لا تراه ولكنه يراك ويسمع همسك أو أفكارك ... لا يطلب منك كلاماً منمقاً أو مرتباً ولكن فقط يريدك أن تتحدث موقناً بأنه هو الصاحب القادر فوق كل من تعرفه ومالا تعرفه .. إبدأ كلامك معه بجملة واحدة (أنا محتاجلك ).. ستشعر براحة كبيرة عندما تنتهي من حديثك إليه ...


بحر الدموع
بارك الله فيكي غاليتي
موضوع رائع وحقا يستحق الشكر والتقدير

شكرا لكِ ع الموضوع



تقبلي مروري

شكرا لمروركم من هنا يا احبائي
كونوا دوما بخير

بحر الدموع
اشكرك على طرحك المميز للمواضيع
وفعلا الله خير صديق
وحبيب
وماخاب من استشارة
الله يعطيكى العافيهجعله
في موازين اعمالك
وننتظر كل
جديد
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

شكرا كثير حبيبتي لتواجدك العطر
منورة

يامن إذا جئناك بتراب الأرض خطايا تأتينا بترابها مغفرة ... يا من أحن على العبد من الأم على ولدها...يامن حفظتني من الموت وأنا على المعصية ... أسألك برحمتك أن ترحمني ...أسألك بقوتك أن تمحو ضعفي ...أسألك برأفتك أن تعطي لي فرصة أخرى ...أسألك بجبروتك أن أكون جباراً على شيطاني وعلى نفسي الآمارة بالسوء ...إذا كنت لا أملك الجهاد في سبيلك فقوني في جهادي على نفسي ..يارب استجب....

مشكورة بحر الدموع

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

الصقرالفضي

تحياتي....