اسير بين دروب الاحزان

لَعُمري قضيتُ ألدهرَ للحُزنِ مُسامِراً

كما تسامرَ ألكَمَدُ وألجزعُ ولوعتي

لَعُمري على دربِ هواكَ مُسيراً

فأجعل هواكَ أهلاً ليومِ مولدي

تذكرتُ ألحُبَّ ومنّ بِألحُبِّ قاتِلاً

فكيفَ بكيتُ على من كانَ قاتِلي

أُصاحِبُ ألليلَ ولستُ للنهارِ مُصاحِباً

فألليلُ بِالمِ ألتذكارِ كانَ سائِلي

وأما إذا ما جئتُ إليكَ زائِراً

وجدتُ ألأرضَ تدنو فخراً تحتَ أرجُلي

وإن مررتُ بِرُبوعِ ألعشقِ وجدتُ زهراً

قاطفاً لَهُ قلبٌ يسكنُ أظلُعي

ولا تعذِلوا أهلَ ألجراحِ مرةً

فجرحُ ألحبيبِ وشمٌ بِألمعاصِمي

فيا من أبكاكَ ألقولُ هل أبقى صامِتاً

فما ألجراحُ كانت يوماً بِسبتي

أصبحتَ وجنتايَ أوراقاً هادِرةً

وألدمعُ كحَّلَ ألعينَ وكاتِبي

أجوبُ لعلي أجِدُ بألأوطاني لي موطِناً

يضُمُني إليهِ ويخلعُ ثوبَ مواجِعي

أدميتُ ألحرفَ وقد كانَ دامياً

أدمى بِحُزني قلبَ قارِئي

لسّتُ على ألهمِّ وما كُنتُ مُخيراً

بل ألهمُ عطيةٌ من كفِّ بائِعي

آهٍ من حُروفٍ زادتني لوعةً

فأما ألِلقاءُ أو ألموتُ بِحسبَتي

أما أخبرتُكَ من قبلُ حِكايةً

فلو سمعتِها لقُلّتَ بِاللهِ أصمني

يا عذارءَ ألحُبِّ خُلقتُ عارياً

فكساني ألدهرُ بِمدامِعي

أُحِبُّ ألحُبَّ وليتني مُدرِكاً

أفيصبِحُ ألحُبُّ مكتوبٌ بِواقعي

شعرتُ بِهِ وكأنهُ كانَ مُرضِعاً

فتباً لِصدرٍ كانَ مُرضِعي

عاهدني على ألعشقِ ولستُ خالياً

فألعشقُ يرافِقُ دوماً تَأمُلي

ودعني إليكَ مُهاجِراً

فدوماً بينَ ألجُدرانِ تكونُ هِجرتي

فأني قد رأيتُ بينَ عيناكَ أسيلاً

وما تخُن يوماً بِكَ مشاعري

وها قد رويتُ للناسِ أسطُراً

وها قد أدركَ ألناسَ رِوايتي

فيا خالِقَ ألعشقِ رحمةً

جرى ألعُمرُ وما عرفتُ بسمتي

فدع ألوصلَ يكونُ عليَّ مُقبِلاً

وبعد ألوصلِ لا همٌّ إن أُخِذتَ أمانَتي

فمن عاشَ على ألجراحِ مُجبراً

لو رَأى طبيباً قال لَهُ شفيتني...

***********