بــاســــم
المدير العام
مـــشــاركــات الــعــضــو : 52274
الـعـمـر : 41
الــنــقــاط : 72152
تاريخ التسجيل : 21/02/2008
الـدولة :
الــمــزاج :
العمل /المهنة :
الــجــنــس :
عارضة الطاقة :
وســام الـــعـــضــو :
MMS :
دعاء :
منتدي شبكة حرة الفلسطينية
| موضوع: الطب عند المسلمين الأربعاء 30 مارس 2011, 6:11 am | |
| الطب عند المسلمين
بقلم الدكتور كمال المويل
القرن السابع حتى العاشر الميلادي:
لقد سجَّل العرب أول اتصال لهم مع الطب على يد الحارث بن كلدة الثقفي الذي قطع الجزيرة العربية من غربها إلى شرقها ليسجل نفسه كطالب طب في بيمارستان جند يسابور ومدرسته في بلاد فارس، ومشى ابنه على خطاه إذ لحق به إلى بلاد فارس وعاد الاثنان إلى الجزيرة العربية كرواد في ممارسة الطب وكان ذلك في القرن السابع الميلادي الذي يوافق القرن الأول للهجرة.
والنبي الكريم محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم اهتم بالطب اهتماما كبيرا حيث يًعتبر من أكبر معلمي قواعد الصحة العامة التي ظلت باقية على مر الدهور، فالقواعد المتعلقة بحفظ الصحة كانت واضحة تماما في تعاليمه، وقد أمر قومه أن يواجهوا الله خلال صلواتهم بأجسام نظيفة وألبسة نظيفة، كما نجد في الحديث النبوي الشريف تشريعات طبية تُعد من أقدم التشريعات بالنسبة إلى الحجر الصحي، فقد حذر ونصح بأن لا يدخل إنسان إلى بلد ظهر فيه الطاعون، وتعاليمه صلى الله عليه وسلم في مجال الطعام والشراب والنوم والحجامة والعسل والحبة السوداء والكي وكثير من الأعشاب الطبية والجذام والطاعون والعدوى كانت ولا زالت فصلا مهما من فصول التاريخ الطبي عند المسلمين.
والكلام عن الطب عند المسلمين يكون على عدة مناحي منها: ترجمة التراث الطبي العالمي واحتضانه في ذلك الزمان، ومن ثم نقله إلى الأوروبيين فيما بعد من خلال الأندلس والحروب الصليبية والطريق التجاري إلى أوروبا من آسيا، ومنها العلاج بالأعشاب وتطوير على الأدوية، ومنها بناء المجمعات الطبية الحضارية العلاجية والبحثية والتعليمية (البيمارستانات)، ومنها المنجزات الطبية التي اكتشفها المسلمون وكانت لبنة في بناء الحضارة الإنسانية عبر التاريخ الطبي والعلمي للعالم، ومنها تخريج أئمة عالميين للطب، ومنها كوكبة من المؤرخين في المجال الطبي.
خلق الله الإنسان وعهد إليه بالخلافة في الأرض وإعمارها، وزرع فيه حب الحياة ولذلك فهو ينفق الأموال الطائلة ويبذل كل ما بوسعه من جهد في تأخير ساعة الموت، ولم يكن العرب المسلمون حينما دخلوا بلاد الشام يعرفون من الطب إلا معلومات بسيطة، ولم يكن لديهم من الأدوات والأجهزة الطبية إلا القليل الذي لا يُغني، فلما ازدادت الثروة نشأت في بلاد الشام وفارس طائفة من الأطباء واسعة العلم عظيمة المقدرة، وبعضا استُقدمت من بلاد اليونان والهند، ولما كان المسلمون يستنكفون عن تشريح الأجسام الحية أو جثث الموتى فإنّ علم التشريح اقتصر في بداية الأمر على ما جاء في كتب جالينوس أو على دراسة الجرحى من الناس، ومن أجل ذلك كان أضعف فروع الطب الإسلامي هو الجراحة وكان أقواها هو الطب العلاجي وخواص العقاقير الطبية.
وقد أضاف المسلمون إلى علم الأقرباذين (الأدوية) الكثير من النباتات الطبية كالعنبر والكافور وخيار الشنبر والقرنفل العطري والزئبق والسنالمكي والمر، وأدخلوا في الأدوية مستحضرات طبية جديدة منها أنواع الشراب، والحلاب، وماء الورد وغيرها، وكان من أهم الأعمال التجارية بين إيطاليا وبلاد المسلمين هو استيراد العقاقير الطبية، وكان المسلمون أول من أنشأ مخازن الأدوية والصيدليات، وهم الذين أنشأوا أول مدرسة للصيدلة، وكتبوا الرسائل العظيمة في علم الأقرباذين، وكان الأطباء المسلمون عظيموا التحمس في دعوتهم إلى الاستحمام وخاصة عند الإصابة بالحُمَّيات، وإلى استخدام حمَّام البخار، ولا يكاد الطب الحديث يزيد شيئا على ما وصفوه من علاج للجدري والحصبة، وقد استخدموا التخدير بالاستنشاق في بعض العمليات الجراحية، واستعانوا بالحشيش وغيره من المخدرات على النوم العميق.
ولدينا أسماء أربعة وثلاثين (34) بيمارستانا كانت قائمة في البلاد الإسلامية في ذلك الوقت، ويلوح أنها أنشئت على نمط المجمع العلمي والمستشفى الفارسي الذي كان في جنديسابور، وإنّ أول بيمارستان أنشئ في بلاد الإسلام بناه الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك حوالي عام (706م) في دمشق وهو أعظم بيمارستانات بلاد الإسلام وكان له أربعة وعشرون طبيبا في عام (978م)، وأنشئ بيمارستان آخر في بغداد في عهد الخليفة العباسي هارون الرشيد، ثم أنشئت في بغداد خمسة بيمارستانات أخرى في القرن العاشر الميلادي، وكان لهذه البيمارستانات مدراء كما ذكر المؤرخون في عام (918م)، وكانت البيمارستانات أهم الأماكن التي يدرس فيها الطب، ولم يكن القانون يجيز لإنسان أن يمارس هذه الصناعة إلا إذا تقدم إلى امتحان يُعقد لهذا الغرض ونال إجازة من الدولة، كذلك كان الصيادلة والحلاقون والمُجبِّرون يخضعون لأنظمة تضعها الدولة ويخضعون للتفتيش على أعمالهم، وقد نظَّم علي بن عيسى الوزير ــ الطبيب ــ هيئة من الأطباء الموظفين يطوفون في مختلف البلاد ليعالجوا المرضى (931م)، وكان الأطباء يذهبون في كل يوم إلى السجون ليعالجوا نزلاءها، وكان المصابون بالأمراض العقلية يلقون عناية خاصة ويعالجون علاجا يمتاز بالرحمة والإنسانية، غير أنّ الوسائل الصحية العامة لم تلق في معظم الأماكن ما هي خليقة به من العناية، ودليل ذلك أنّ أربعين وباءً اجتاحت بلاد الإسلام خلال أربعة قرون في هذا البلد أو ذاك.
وكان في بغداد وحدها عام (931م) ثمانمائة وستون طبيبا مرخصا، وكانت أجورهم ترتفع بنسبة قربهم من بلاط الخلفاء، فقد جمع جبريل بن بختيشوع طبيب هارون الرشيد والمأمون والبرامكة ثروة قدرها سبعة ملايين دولار أمريكي، حيث كان يتقاضى من الخليفة هارون الرشيد مائة ألف درهم نظير حجامته مرتين في العام، ومثل هذا المبلغ لإعطائه مسهلا مرتين في العام، وقد نجح في علاج الشلل الهستريائي في عند جارية بأن تظاهر بأنه سيخلع عنها ملابسها أمام الناس. وجاء بعد جبريل في بلاد الإسلام الشرقية عدد من الأطباء كل منهم بعد الآخر، نذكر منهم يوحنا بن ماسويه (777 ـ 857م) الذي درس التشريح بتقطيع أجسام القردة، ومنهم حنين بن إسحاق، المترجم، وصاحب كتاب عشر مقالات في العين، وهو أقدم كتاب مدرسي منظم في طب العيون، ومنهم علي بن عيسى أعظم أطباء العيون المسلمين، وقد ظل كتابه تذكرة الكحَّالين يُدرَّس في أوروبا حتى القرن الثامن عشر.
وأشهر أطباء هذه الأسرة الرحيمة على الإطلاق هو أبو بكر محمد الرازي (844 ــ 926م) الذي اشتهر بين الأوروبيين باسم رازيس RHASES، وكان أبو بكر كمعظم كبار العلماء والشعراء في ذلك الوقت فارسيا يكتب بالعربية لغة الإسلام، وكان مولده في قرية الري القريبة من طهران، ودرس الكيمياء والطب في بغداد، وألف (131) كتابا نصفها في الطب وضاع معظمها، ومن أشهر كتبه كتاب الحاوي، وهو كتاب في عشرين مجلدا ويبحث في كل فرع من فروع الطب، وقد تُرجم هذا الكتاب إلى اللغة اللاتينية وسُمي LIBER CONTINENS، وأغلب الظن أنه ظل عدة قرون أعظم الكتب الطبية مكانة وأهم مرجع لهذا العلم في بلاد الرجل الأبيض، وكان من الكتب التسعة التي تتكون منها مكتبة الكلية الطبية في جامعة باريس عام (1334م)، وكانت رسالته في الجدري والحصبة آية في الملاحظة المباشرة والتحليل الدقيق، كما كانت أولى الدراسات العلمية الصحيحة الأمراض المعدية، وأول مجهود للتفريق بين هذين المرضين، وفي وسعنا أن نحكم على ما كان لهذه الرسالة من بالغ الأثر واتساع الشهرة إذا عرفنا أنها طبعت باللغة الإنكليزية أربعين مرة بين عامي (1498 ــ 1866م).
وأشهر كتب الرازي كلها كتاب طبي في عشر مجلدات يُسمى كتاب المنصوري، أهداه إلى أمير خراسان، وقد ترجمه جيرار الكريموني إلى اللغة اللاتينية، وظل المجلد التاسع من هذا الكتاب وهو المعروف باسم NONUS ALMANSORIS متداولا في أيدي طلاب الطب في أوروبا حتى القرن السادس عشر، وقد كشف الرازي طرقا جديدة في العلاج كمرهم الزئبق واستخدام أمعاء الحيوان في تقطيب الجروح، وهدّّأ من تحمس الأطباء في تحليل البول في عصر أقبل فيه الأطباء على تشخيص كل مرض بالفحص على بول المريض دون أن يروه في بعض الأحيان، ولا تخلو بعض مؤلفاته القصيرة من ظرف ودعابة، ومن هذا النوع رسالته ((في أنّ الطبيب الحاذق ليس هو من قدر على إبراء جميع العلل وإنّ ذلك ليس في الوسع))، ورسالته الأخرى ((العلة التي من أجلها ينجح جهال الأطباء والعوام والنساء في المدن في علاج بعض الأمراض أكثر من العلماء وعذر الطبيب في ذلك))، ولقد كان الرازي بإجماع الآراء أعظم الأطباء المسلمين وأعظم علماء الطب السريري في العصور الوسطى.
وقد عُلِّقت في كلية الطب في جامعة باريس صورتان ملونتان لطبيبين مسلمين هما: الرازي وابن سينا.
وكان أبو علي الحسين بن سينا (980 ــ 1037م) أعظم فلاسفة الإسلام وأشهر أطبائه، وتشهد سيرته التي كتبها بيده بكثرة ما كان يحدث في العصور الوسطى من تقلب في حياة العلماء والحكماء، فقد كان ابن سينا ابنا لأحد الصيارفة في بخارى، وتلقى العلم على معلمين خصوصيين كان لهم أثر فيما ينطوي عليه عقله العلمي من نزعة صوفية، ويقول عنه ابن خلكان المؤرِّخ: ((إنه لما بلغ عشر سنين من عمره كان قد أتقن علم القرآن والأدب وحفظ أشياء من أصول الدين وحساب الهند والجبر والمقابلة))، وقد تعلم الطب من غير مدرس، وأخذ وهو شاب يعالج المرضى من غير أجر وشفى وهو في السابعة عشرة من عمره نوح بن منصور أمير بخارى من مرضه, وعُين في منصب في بلاطه, وكان يقضي في الدرس ساعات طوالا في مكتبة السلطان الضخمة, ولما قضى على سلطان السامانيين في أواخر القرن العاشر الميلادي لجأ ابن سينا إلا بلاط المأمون أمير خوارزم, ولما استدعى محمود الغزنوي ابن سينا والبيروني وغيرهما من جهابذة العلماء في بلاط المأمون لم يطع ابن سينا أمره وفر هو وزميل له من العلماء إلى الصحراء, وهبت عليهما عاصفة رملية مات فيها زميله ونجا ابن سينا ووصل إلى جرجان بعد أن قاسى كثيرا من الصعاب, وفيها عيين في منصب في بلاط قابوس, ونشر محمود الغزنوي في بلاد الفرس صورة لابن سينا ووعد من يقبض عليه بجائزة سخية, ولكن قابوس حماه من عيون الأمير, ولما قتل قابوس دعي ابن سينا لعلاج همذان, وشفى الأمير على يديه فاتخذه وزيرا له, ولكن الجيش لم يرتح لحكمه, فقبض عليه ونهب بيته, وأراد أن يقتله, واستطاع ابن سينا أن يفلت منهم ويختبئ في بيت صيدلي, وبدأ وهو في مخبئه يؤلف كتبه التي كانت سببا في شهرته, وبينما هو يدبر لنفسه أمر الفرار سرا من همذان قبض عليه ابن الأمير وزج به في السجن حيث قضى عدة أشهر واصل فيها التأليف, واستطاع مرة أخرى أن يفر من السجن وتخفى في زي أحد رجال الطرق الصوفية, وبعد عدة مغامرات وجد له ملجأ في بلاط علاء الدولة البويهي أمير أصفهان, ورحب به الأمير وكرمه, وهنا التف حوله جماعة من العلماء والفلاسفة وأخذ يعقدون مجالس علمية برياسة الأمير نفسه, وقد ذكر عنه أنه كان مكبا بالليل والنهار على الدرس والتعليم والشؤون العامة, وقد ذكر عنه بعض النصائح الطبية كقوله: ((اجعل غذائك كل يوم مرة, واحذر طعاما قبل هضم طعام, واحفظ منية ما استطعت فإنه, ما الحياة يراق في الأرحام)).
وأثرت حياة الكدح في صحته فمات في السابعة والخمسين من عمره وهو مسافر إلى همذان, حيث لا يزال قبره موضعا للإجلال والتكريم, وقد ألف ابن سينا مائة كتاب بالفارسية أو العربية تحدث فيها عن كل فرع من فروع العلم والفلسفة, وله قصائد من الشعر الجيد, منها قصيدته العينية في النفس وهبوطها إلى الجسم من عالم علوي ومطلعها: ((هبطت عليك من المحل الأرفع, ورقاء ذات تعزز وتمنع, محجوبة عن كل مقلة عارف, وهي التي سفرت ولم تتبرقع, وصلت على كره إليك وربما, كرهت فراقك وهي ذات تفجع)).
وقد ترجم كتاب إقليدس في الهندسة, وابتكر آلة شبيه بالورنية, وله دراسات مبتكرة في الحركة والطاقة والفراغ والضوء والحرارة والكثافة النوعية, وله رسالة في المعادن بقيت حتى القرن الثالث عشر أهم مصادر علم طبقات الأرض عند الأوروبيين.
ولابن سينا كتابان يشتملان على تعاليمه كلها, أولهما كتاب الشفاء, وهو موسوعة في ثمانية عشر مجلدا في العلوم الرياضية والطبيعة وما وراء الطبيعة وعلوم الدين والاقتصاد والسياسة والموسيقى, والثاني كتاب القانون في الطب, وهو بحث ضخم في وظائف الأعضاء وعلم الصحو والعلاج والأدوية, والطب في رأي هو فن إزالة العقبات التي تعترض طريق عمل الطبيعة السوي, وهو يبحث في الأمراض الخطيرة فيصف أعراضها وتشخيصها وطرق علاجها, وفي الكتاب فصول عن طرق الوقاية والوسائل الصحية العامة والخاصة, والعلاج بالحقن الشرجية والحجامة والكي والاستحمام والتدليك, وهو ينصح بالتنفس العميق وبالصياح من حين إلى حين لتقوية الرئتين والصدر, ويلخص الكتاب الثاني ما عرفه اليونان والعرب عن النباتات الطبية, ويبحث الكتاب الثالث في بعض الأمراض وطبائعها, ويبحث الكتاب الرابع في الحميات والجراحة وأدهان التجميل ووسائل العناية بالشعر والجلد, وفي القسم الخاص بالعقاقير تعليمات مفصلة عن طرق تحضير سبعمائة وستين نوعا من العقاقير, وحل كتاب القانون بعد ترجمته إلى اللاتينية في القرن الثاني عشر محل كتب الرازي وجالينوس, وأصبح هو المعتمد في دراسة الطب في المدارس الأوروبية, وقد احتفظ فيها بمكانة عالية وظل الأساتذة يشيرون على الطلاب بالرجوع إليه في الجامعات الأوروبية إلى أواسط القرن السابع عشر.
يقول المؤرخ العالمي ول ديورانت في كتابه قصة الحضارة: ((وجملة القول: إن ابن سينا أعظم من كتب في الطب في العصور الوسطى,وإن الرازي أعظم أطبائها, والبيروني أعظم الجغرافيين فيها, وابن الهيثم أعظم علمائها في البصريات, وجابر بن حيان أعظم الكيميائيين فيها, تلك أسماء خمسة لا يعرف عنها العالم المسيحي في الوقت الحاضر إلا القليل, وإن عدم معرفتها إياها ليشهد بضيق نظرتنا وتقصيرنا في معرفة تاريخ العصور الوسطى, وليس في وسعنا مع هذا أن نحاجز أنفسنا عن القول بأن العلوم العربية كثيرا ما تلوثت بالأوهام شأنها في هذا شأن سائر العصور الوسطى, وإن تفوقها كلها ــ عدا علم البصريات ــ يرجع إلى التركيب والبناء من النتائج التي تجمعت لديها أكثر من تفوقها في الكشوف المبتكرة أو البحوث المنظمة, لكنها مهما يكن قصورها في هذه الناحية فقد نمَّت في علم الكيمياء الطريقة التجريبية العلمية, وهي أهم أدوات العقل الحديث وأعظم مفاخره, ولما أن أعلن روجر بيكون هذه الطريقة إلى أوروبا بعد أن أعلنها جابر بن حيان بخمسمائة عام كان الذي هداه إليها هو النور الذي أضاء له السبيل من عرب الأندلس, وليس هذا الضياء نفسه إلا قبسا من نور المسلمين في الشرق)).
القرن الثالث عشر الميلادي:
وأنجب المسلمون في هذا العصر كما أنجبوا في غيره من العصور أعظم الأطباء في آسيا وأفريقيا وأوروبا، وكان أهم ما نبغوا فيه علم الرمد، ولعل هذا النبوغ أنه كان واسع الانتشار في الشرق، وكان أطباء العيون يجرون كثيرا من العمليات الجراحية لإزالة إظلام العدسة (السادّ العيني أو الكاتاركتا)، ووضع ابن البيطار في كتاب الجامع تاريخ الطب النباتي، ووصف في هذا الكتاب ألفا وأربعمائة من أنواع النباتات والأغذية والعقاقير، ثلاثمائة منها لم تكن معروفة من قبل، وحلل تركيبها الكيميائي وخصائصها العلاجية، وأضاف إلى ذلك ملاحظات دقيقة عن طرق استخدامها في علاج الأمراض.
ولكن أشهر أطباء المسلمين في هذا العصر هو أبو مروان بن زهر الأشبيلي (1091 ــ 1162م)، والمعروف في عالم الطب الغربي باسم أفنزور AVENZOAR، وكان أبو مروان الثالث من ستة أجيال من أطباء ذائعي الصيت متصلي النسب، كل منهم يحمل لواء الطب في زمانه، وقد ألف كتابه المسمى كتاب التيسير إجابة لطلب صديقه ابن رشد أعظم فلاسفة زمانه، والذي كان يعده أعظم من أنجبه العالم من الأطباء منذ أيام جالينوس، وكان أهم ما برع فيه ابن زهر هو الطب السريري، وقد ترك وراءه تحليلات صادقة للأورام الحيزومية والتهاب التامور وتدرن الأمعاء والشلل البلعومي، وكان للترجمة العبرية واللاتينية لكتاب التيسير أعظم الأثر في الطب الأوروبي.
كذلك تزعَّم الإسلام العالم كله في إعداد المستشفيات وإمدادها بحاجاتها، مثال ذلك البيمارستان النوري الذي أنشأه نور الدين في دمشق عام (1160م) ظل ثلاثة قرون يعالج المرضى من غير أجر ويمدهم بالدواء من دون ثمن، ويقول المؤرخون: إنّ نيرانه ظلت مشتعلة لا تنطفئ (267) سنة، ولما وفد ابن جبير إلى بغداد في عام (1184م) دُهش أيما دهشة من بيمارستانها العظيم الذي كان يعلو كما تعلو القصور الملكية على شاطئ نهر دجلة، والذي كان يُطعم المرضى ويمدهم بالدواء من غير ثمن، يقول ابن جبير في وصف هذا البيمارستان: ((وهو على دجلة، ويتفقده الأطباء كل يوم اثنين وخميس، ويطالعون أحوال المرضى به، ويرتبون لهم أخذ ما يحتاجون إليه، وبين أيديهم قوم يتناولون طبخ الأدوية والأغذية، وهو قصر كبير فيه المقاصير والبيوت وجميع مرافق المساكن الملوكية، والماء يدخل إليه من دجلة)).
وفي القاهرة شيَّد السلطان قلاوون في عام (1285م) بيمارستان المنصور أعظم مستشفيات العصور الوسطى على الإطلاق، فقد أقام في داخل فضاء واسع مُسوَّر مباني أربعة يتوسطها فناء يزدان بالبواكي وتلطف حرارته الجداول والسواقي، وكان يحتوي على أقسام منفصلة لمختلف المرضى ومثلها للناقهين، ومعامل للتحليل وصيدلية وعيادات خارجية ومطابخ وحمامات ومكتبة ومسجد وقاعة للمحاضرات، وأماكن للمصابين بالأمراض العقلية زودت بمناظر تسرّ العين، وكان المرضى يُعالجون فيه من غير أجر رجالا كانوا أم نساء، أغنياء كانوا أم فقراء، وأحرارا كانوا أم عبيد، وكان كل مريض يُعطى عند خروجه منه بعد شفائه مبلغا من المال حتى لا يضطر إلى العمل لكسب قوته بعد خروجه منه مباشرة، وكان الذين ينتابهم الأرق يستمعون إلى موسيقى هادئة وقصَّاصين محترفين، ويُعطون في بعض الأحيان كتبا تاريخية. وكان في جميع المدن الكبيرة مصحات للمصابين بالأمراض العقلية. | |
|
الجارحي نائب المدير
مـــشــاركــات الــعــضــو : 23249
الـعـمـر : 38
الــنــقــاط : 29574
تاريخ التسجيل : 01/07/2010
الـدولة :
الــمــزاج :
العمل /المهنة :
الــجــنــس :
عارضة الطاقة :
وســام الـــعـــضــو :
تــعــالــيــق : ان اردتنى فكل ما عليك
قراءة اشعارى كى تفهمنى
كم هي صعبة تلك الليالي
التي أحاول أن أصل فيها إليك
أصل إلى شرايينك
إلى قلبك
كم هي شاقة تلك الليالي
كم هي صعبة تلك اللحظات
التي أبحث فيها عن صدرك ليضم رأسي
حبيبي
الشوق إليك يقتلني
دائماً أنت في أفكاري
وفي ليلي ونهاري
صورتك
محفورة بين جفوني
وهي نور عيوني
عيناك ..... تنادي لعيناي
يداك ..... تحتضن يداي
همساتك .. تطرب أُذناي
MMS : إليك يا من أحبك القلب
إليك يا من إحتوتك العيون
إليك يا من أعيش لأجله
إليك يا من طيفك يلاحقني
إليك يا من أرى صورتك في كل مكان
في كتبي .. في أحلامي .. في صحوتي
إليك يا من يرتعش كياني
من شدة حـبـيـبـي
الشوق إلى رؤياك
فقط عند ذكر إسمك
هذا أقل ما أستطيع التعبير عنه
لأن حبك يزيد في قلبي كل لحظة
ولأنك أنت
كل شيئ في حياتي
عيش وخلى غيرك يعيش
دعاء :
https://www.facebook.com/star.saher
| موضوع: رد: الطب عند المسلمين الأربعاء 30 مارس 2011, 11:52 am | |
| أتمنــــى لكـ من القلب .. إبداعـــاً يصل بكـ إلى النجـــوم ..
سطرت لنا أجمل معانى الحب
بتلك الردود الشيقة التي تأخذنا
إلى أعماق البحار دون خوف
بل بلذة غريبة ورائعة
دمت لنا ودام قلمك
| |
|
بــاســــم
المدير العام
مـــشــاركــات الــعــضــو : 52274
الـعـمـر : 41
الــنــقــاط : 72152
تاريخ التسجيل : 21/02/2008
الـدولة :
الــمــزاج :
العمل /المهنة :
الــجــنــس :
عارضة الطاقة :
وســام الـــعـــضــو :
MMS :
دعاء :
منتدي شبكة حرة الفلسطينية
| موضوع: رد: الطب عند المسلمين الخميس 31 مارس 2011, 8:22 am | |
| شكرا لك علي المرور يا الجارحي اهلا وسهلا بيك | |
|
كبرياء انسان كبار الشخصيات
مـــشــاركــات الــعــضــو : 22553
الـعـمـر : 35
الــنــقــاط : 30061
تاريخ التسجيل : 02/10/2010
الـدولة :
الــمــزاج :
العمل /المهنة :
الــجــنــس :
عارضة الطاقة :
وســام الـــعـــضــو :
تــعــالــيــق : انا بحب بلدي
ام الدنيا
تحيـــــــــــــا مصــــــــــــــر
MMS :
تأقلم إن لم تستطيع النسيان ..
فما مضي لن يعود أبدا..
دعاء :
http://hamselklmat.forumegypt.net/
| موضوع: رد: الطب عند المسلمين الخميس 31 مارس 2011, 1:19 pm | |
| بطوط الله يعطيك العافيه علي الطرح الرائع كل الشكر والتقدير علي ما قدمت | |
|
لحن الوفاء
المدير العام
مـــشــاركــات الــعــضــو : 42344
الــنــقــاط : 45260
تاريخ التسجيل : 24/02/2008
الـدولة :
العمل /المهنة :
الــجــنــس :
عارضة الطاقة :
وســام الـــعـــضــو :
MMS : الحياة محطات:
أعذبها الحب
وأصعبها الفراق
أحزنهاالوداع
أمرها الخيانة
أجملها اللقاء
أملها الإنتظار
أحلاها الوفاء
| موضوع: رد: الطب عند المسلمين الخميس 31 مارس 2011, 11:38 pm | |
| الكاسر كل الشكر والتقدير لك علي ما قدمت | |
|
بــاســــم
المدير العام
مـــشــاركــات الــعــضــو : 52274
الـعـمـر : 41
الــنــقــاط : 72152
تاريخ التسجيل : 21/02/2008
الـدولة :
الــمــزاج :
العمل /المهنة :
الــجــنــس :
عارضة الطاقة :
وســام الـــعـــضــو :
MMS :
دعاء :
منتدي شبكة حرة الفلسطينية
| موضوع: رد: الطب عند المسلمين السبت 02 أبريل 2011, 11:55 pm | |
| اشكركم علي المرور العطر من هنا دمتم في رعاية الله | |
|