قتلى باقتحام الجيش لتلبيسة والرستن
قتل
11 مدنيا بينهم طفلة خلال اقتحام قوات ودبابات الجيش السوري عدة قرى ومدن
وسط البلاد في محاولة لإخماد الاحتجاجات ضد نظام الرئيس
بشار الأسد، في حين قالت دمشق إن أربعة جنود قتلوا على أيدي "عصابات إرهابية مسلحة".
وأكدت المحامية في مجال حقوق الإنسان رزان زيتوني لوكالة رويترز من دمشق أن عمليات القتل تلك وقعت في بلدتي تلبيسة والرستن في ريف
حمص وحولهما.
وفي وقت سابق قال المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي يتخذ من بريطانيا مقرا له إنه يملك أسماء ثمانية قتلى من المدنيين.
وأفاد أحد سكان تلبيسة التي يقطنها ستون ألف
نسمة لرويترز بأن الجنود المدعومين من الدبابات والموجودين في كل مكان
بالبلدة يقتحمون المنازل ويعتقلون الناس.
وفي الرستن، قال محام -امتنع عن ذكر اسمه-
للوكالة نفسها إن المركز الطبي الرئيسي في البلدة مكتظ بالجرحى وما من سبيل
لنقلهم إلى مستشفى بسبب إطلاق الدبابات النار بكثافة، واصفا ما يجري بأنه
"انتقام محض".
وأضاف أن الإنترنت وإمدادات المياه والكهرباء
وخطوط الهواتف الأرضية وأغلب خدمات الهاتف المحمول قطعت، في خطوة يستخدمها
الجيش في العادة قبل اقتحام المدن.
من جهتهم أكد ناشطون سوريون على شبكة الإنترنت
مقتل طفلة تدعى هاجر الخطيب وإصابة خمسة آخرين لدى إطلاق رجال الأمن النار
على حافلة كانت تقل 12 طفلا قرب الرستن.
كما قال ناشط حقوقي رفض الكشف عن هويته لوكالة
الأنباء الفرنسية إنه تم نقل أكثر من مائة جريح إلى المستشفى الوطني
والمستشفى العسكري في حمص ثالث كبرى المدن السورية.
وكان ناشط آخر ذكر أن عشرات الدبابات طوقت
الأحد مدينتي الرستن وتلبيسة وقرية دير معلا الواقعة بين حمص وحماة، موضحا
أن هذه الدبابات تقطع الطريق السريعة التي تربط بين مدينتي حمص و
حماة.
في المقابل ذكرت وكالة الأنباء الرسمية أن
أربعة من أفراد قوات الأمن قتلوا في تلبيسة أثناء مطاردة "جماعات إرهابية
مسلحة لاعتقالها وتقديمها إلى العدالة".
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
نصرة الشهيد
وسبق
اقتحام الجيش اندلاع مظاهرات السبت بعدة مدن في إطار ما سمي "سبت نصرة
الشهيد حمزة الخطيب" وهو الطفل الذي قتل تحت التعذيب الأربعاء الماضي.
فقد تظاهر العشرات بمنطقتي الحجر الأسود
والقابون القريبتين من العاصمة دمشق، كما خرج الآلاف للتظاهر ليلا بمدينة
حماة للتنديد بالتعذيب الذي تعرض له الخطيب، منددين بما سموه الجرائم التي
ترتكبها قوات الأمن ضد المتظاهرين.
وفي بلدة دير الزور قتل شخص على الأقل عندما فتحت قوات الأمن النار لتفريق مظاهرة ليلية. كما انتظمت مظاهرة في بلدة بنش بمحافظة
إدلب شمال غرب البلاد احتجاجا على اعتقالات جرت الجمعة.
في سياق متصل قال رئيس المرصد السوري لحقوق
الإنسان رامي عبد الرحمن إن القضاء السوري اتهم الأحد الطبيب محمد عوض
العمار "بالمساس بهيبة الدولة ونشر أنباء كاذبة".
والتقى أخيرا هذا الطبيب الذي يعمل في مستشفى
الجاسم في درعا مع شخصية عسكرية رفيعة وعرض عليه وساطة لتسوية ديمقراطية في
سوريا، لكنه اعتقل بعيد ذلك في التاسع والعشرين من أبريل/ نيسان.
وتلقي السلطات باللوم على "عصابات مسلحة
وإسلاميين ومندسين أجانب" في العنف، وتقول إن المئات من أفرد الجيش والشرطة
قتلوا منذ اندلاع الاحتجاجات في مارس/ آذار الماضي بينما يقول نشطاء إن
الشرطة السرية قتلت العشرات من الجنود لرفضهم إطلاق النار على المدنيين.
وكان النظام السوري الذي يواجه حركة احتجاج غير
مسبوقة أرسل الأسابيع الأخيرة الجيش إلى عدة مدن وخصوصا تلكلخ ( شمال غرب
دمشق) وحمص (وسط) وبانياس (شمال غرب) و
درعا (جنوب) التي شكلت مهد التظاهرات.
وتقول منظمات غير حكومية إن أكثر من ألف شخص
قتلوا واعتقل نحو عشرة آلاف آخرين منذ بدء المظاهرات المناهضة لنظام الأسد
منتصف مارس/ آذار.
من جهتها، نقلت صحيفة واشنطن بوست عن مسؤولين
أميركيين لم تحدد هوياتهم أن إيران ترسل مدربين ومستشارين إلى سوريا
لمساعدة النظام في "قمع" المظاهرات التي تهدد من سمته حليف طهران الرئيسي
بالمنطقة.