ديالا.. تصبحين على حلم

لم تشرق الشمس هذا الصباح..

أشرق علينا رحيل ((ديالا)) بدلا منها..

كانت ضجة الحزن مرتفعة في المدرسة.. وضجة البكاء كانت تخترق حجم النفس..

شهقات أطفال مصدومين.. كان من الصعب عليهم أن يصدقوا أن ((ديالا)) قد رحلت الآن.. وأنها لم تترك وراءها شيئا لهم..

هي صديقتهم التي عاشوا معها أكثر الأوقات.. كيف لهم الآن أن يصدقوا احتيال المرض على جسدها.. كيف لهم أن يصدقوا أن كل شيء لها قد أصبح دخانا لم يترك وراءه سوى رائحة المحبة والذكرى.. هم اللذين ظلوا يشاركونها كل شيء.. ظلوا يشاركونها الصفوف.. والدروج.. والكتب والساحات.. يشاركونها أحلامها وضحكاتها وصرخاتها الطفولية.. كيف سنقنعهم بأنهم لن يقدروا بعد هذه الساعة.. أن يشاركوها أي شيء.. وأن لا فرصة ستسنح لهم في أن يستعيروا منها ولا حتى قلم رصاص.. لأن أقلام الرصاص هي أكثر ما يلتصق في العقل الطفولي من مشاركات..لأن أقلام الرصاص هي التي تجمع أحلامهم وأمنياتهم على ورق.

ها هي ديالا اليوم.. تمحو كل ما كتبته من طموحات ورقية.. تمحو كل ما كتبته من حروف دارت جملا في خيالها الطفولي الشاسع.. تمحو من حياتها الصغيرة كل أقلام الرصاص.. وتمحو معهم أكثر ما اكتسح ذاكرتها.. تمحو آلام الاحتضار التي تعلقت عليها قبل أن تقول لنا وداعا وترحل..

ديالا تركت مكانها اليوم شاغرا.. تركت كتبا بدأت بها وما أنهتها.. تركت دموعا لا تنفك تصرخ إليها.. لا تنفك تنزف اسمها..

هذه الطفلة التي لم يتجاوز عمرها عمر حلم.. كيف لنا الآن أن نودع أحلامها في كفن بحجم طفولتها دون أن نبكي بقدر ما تألمت.. كيف لنا أن نعانق أشياءها الصغيرة دون أن نصرخ لها " عودي.." كيف لنا نحن طلاب مدرستها أن نمر بكل تفاصيلها الدراسية.. بمعلميها ومعلماتها.. بصفها البارد عنها.. وبكل أقلام الرصاص التي مرت في بصماتها.. دون أن نرى صورة وجهها معكوسة هناك.. ودون أن نراها تتحرك في داخلهم.. راكضة ضاحكة؟؟

نحن لم نزل نعيش بك يا حبيبتي ذاكرة أخرى.. لم نزل نذكر إصرارك على أداء رقصة الباليه الأخيرة بإتقان.. لم نزل نذكر حركاتك على مسرح مدرستنا.. يوم كنت تمتهنين أروع الأشياء.. يوم كان حجم فرحك أكبر من أن تفكري بالموت.. أكبر من أن تفكري بأن ذلك الخشب الذي وقفت عليه راقصة سيقف اليوم تابوتا يغلف جسدك الطاهر.. تمنيت لو شعر الخشب بفرحة قدميك وقتها.. كان لا محالة سيتنحى عن دوره التراجيدي هذا.. كان سيرفض أن يكون اليوم تابوتا يحبسك!

يا فراشة جاء الخريف إلى أجنحتها باكرا.. تراك كنت فراشة حقا.. لتعيشي أيضا بعمر فراشة تلقى حتفها الأخير في ضوء الألم!

ديالا يا صغيرتي النائمة..

جاء نومك هذه المرة باكرا..

جاء غير كل مرة.. جاء أبديا..

جاء يسحب الصحو من عيونك.. ليتركك أميرة خرافية الحسن لا تصحو..

ليتركك نائمة كما تنام الورود المتعبة على حواف الأنهار..

إني أعاتب في موتك الحياة كلها.. أعاتب في رحيلك كل العمر الذي سيأتي دونك..

ويا ليتني أستطيع أن أفعل شيئا.. كل ما قدرت أن أفعله.. هو أني جمعت دموعي ودموع أصدقائك وصديقاتك.. وكتبت لك بهم بدلا من حبر القلم..ذاك الذي لم يعد واضحا كما دموعنا.. ولم يعد كافيا للبكاء..

هكذا شاء الله يا ديالا..

هكذا شاء..

ومشيئته تفوق كل الإجابات على سؤال بمسافة ((لماذا؟))

ولأنه هكذا شاء.. سنودعك اليوم يمامة بيضاء راقصة..

طالبين لك كل الرحمة.. وطالبين منك أن لا تخافي من وحشة قبر شباط البارد..

لا تخافي مطلقا.. فمن مثلك لا يموت حتى وإن مات..

نامي الآن بسلام..

تصبحين على حلم..

بقلم صديقتك وأختك:

كريستي خالد الحوراني

موضوع: رد فورى الجمعة 07 مارس 2008, 7:41 pm

دياااااااااااااااااااالا حبيبتى والله انك روعة الف تحية حب وشكرررررررر
البرنسيـــــــــــــــــــسة

تسلمي البرنسيسة ، كلك ذوق

زائر

روعة بصراحة ..

ما شاء الله ,.,.,

يعطيكي العافية ...

والله يرحمك يا ديالا ..

يارب أحمد

شكرا على مرورك أخي

يعطيك العافية يارب

مشكورة ديالا على طرحك الطيب

تحياتى:)

يسلموو كثير ع القصه الحلوو ياااارب ما يحرمناا من قصصك الرائعه

زهور شكرا ع المرور

رنوش

نورتي حبيبتي ، شكرا لالك ع المرور

مشكورة ديالا على القصة
وبارك الله فيك

لحن الوفاء

مشكورة ع المرور الحلو ، نورتي

الله يرحمها

شكرا ديالا على القصة الجميلة

احتراماتي

» عيد ميلاد سعيد يا أحلي ديالا ,,,,
» كيف تصبحين زوجة ناجحة؟
» كيف تصبحين صديقة زوجك
» كيف تصبحين طباخة ماهرة ( للمبتدئات )