تقدير الذات يمكن أن يعزز الثقة في النفس ويجعل الشخص سعيداً وناجحاً في حياته، هذا أمر مفروغ منه وتردد على مسامعنا كثيراً، لكن ما قد لا يعرفه البعض منا أن تقدير الذات هو كتلة من المشاعر المختزنة لدينا حيال أنفسنا، أو «تصورنا لذاتنا»، منذ الطفولة، وتكبر معنا لتؤثر في دوافعنا وتوجهاتنا وسلوكنا، وحتى في قدرتنا على التكيف العاطفي. تبدأ صور تقديرنا للذات في وقت مبكر للغاية من حياتنا.
على سبيل المثال، يتولد شعور بالإنجاز لدى الطفل الذي لا يزال يتعلم المشي ويتمكن من الوصول إلى نقطة محددة، فمع محاولته وفشله ومحاولته مجددا وإخفاقه، ثم نجاحه في نهاية الأمر، يتمكن من تطوير أفكار حول قدراته.
ومن هنا فإن تنمية شعوره بالثقة وتقدير ذاته درع تقيه على المدى البعيد من كل ضغوط الحياة.
فقد تبين أن الأطفال الذين لديهم تصور جيد عن أنفسهم أكثر مرونة في التعامل مع الصراعات ومقاومة الضغوط، وبالتالي أكثر قدرة على التمتع بالحياة، فهذه النوعية من الأطفال تتمتع بالواقعية والتفاؤل بوجه عام.
في المقابل، يجد أقرانهم من الذين يعانون من عدم تقدير الذات، أنهم لا يستطيعون التعامل مع التحديات التي يواجهونها بسهولة، ويعتبرونها مصدر قلق وإحباط يصعب إيجاد حلول لها.
والخوف أنهم في حال استسلامهم للأفكار الناقدة للذات، مثل «لست أجدي نفعا» أو «أعجز عن القيام بأي أمر على النحو الصائب»، أن يصبحوا سلبيين أو منعزلين أو مكتئبين.
وحال مواجهتهم أي تحدٍ جديد، فإن استجابتهم الفورية ستكون «لا أستطيع».
لذا وحتى نجنبه هذه الأحاسيس السلبية لا بأس من:
-منحه الحب، فهذا يسعده ويساعده على الإنجاز، فالطفل الذي يسعد بتحقيق إنجاز، لكن لا يشعر بأنه محبوب ربما يتكون لديه في نهاية الأمر تقدير متدنٍ لذاته.
وبالمثل، فإن الطفل الذي يشعر بأنه محبوب، لكن يساوره التردد حيال قدراته قد ينتهي به الحال إلى تكوين تقدير ضئيل عن ذاته، وعليه، فإن المستوى الصحي من تقدير الذات يتحقق لدى الوصول إلى التوازن الصحيح على هذا الصعيد.
- قد لا يود الأطفال من أصحاب المستوى المتدني لتقدير الذات تجريب أشياء جديدة،
- مهمة الآباء والأمهات مراقبة ما يتفوهون به بوجه عام، خصوصا أن الأطفال يشعرون بحساسية بالغة تجاه كلمات الوالدين، تذكر أن تثني على طفلك، ليس فقط لقيامه بمهمة ما على نحو طيب، وإنما أيضا للمجهود الذي بذله.
على سبيل المثال، إذا أخفق طفلك في الانضمام إلى فريق كرة القدم، عليك أن تقول له عبارة مثل «حسنا، لم تنضم إلى الفريق، لكنني فخور بالمجهود الذي بذلته كي تنضم إليه»، عليك بمكافأة المجهود المبذول، وليس النتيجة النهائية.
- تحديد وتصحيح الأفكار غير المنطقية لدى الطفل بشأن أنفسهم، سواء كانت تتعلق بالجمال أو القدرات أو أي شيء آخر، ومساعدته على إقرار معايير أكثر دقة وواقعية في تقييمه نفسه.
على سبيل المثال، الطفل الذي يبلي بلاء حسنا للغاية في التعليم، لكن يواجه صعوبة كبيرة في تعلم الرياضيات ربما يقول: «لا يمكنني فهم الرياضيات .. أنا طالب فاشل»، ويعد ذلك ليس تعميماً خاطئاً فحسب، وإنما هو اعتقاد سيهيئ الطفل للفشل الحقيقي.
وعليه، ينبغي العمل على تشجيعه على النظر إلى الموقف من منظور واقعي كأن نقول له: «أنت طالب جيد .. والرياضيات ليست سوى مادة تحتاج إلى تخصيص مزيد من الوقت لتعلمها، وسنعمل على ذلك معا».
- يتعين عليك إبداء كثير من الحب تجاهه، باحتضانه وإخباره أنك فخور به، والإشادة به بصورة متكررة وبصدق، من دون اللجوء إلى المبالغة، ذلك أن بإمكان الأطفال التعرف على الكلمات الصادقة النابعة من القلب.
- تقديم دعم إيجابي ودقيق، من شأن تعليقات مثل «أنت تقع دوما في مثل هذه النوبات المجنونة» خلق شعور لديه بأنه ليس لديه سيطرة على نوباته الانفعالية.
لذا، من الأفضل قول: «لقد كنت غاضبا حقا من أخيك، لكنني أقدر أنك لم تصرخ بوجهه أو تضربه»، وتسهم هذه العبارة في الاعتراف بمشاعر الطفل ومكافأة الاختيار الذي اتخذه وتشجيعه على اتخاذ الاختيار الصائب المرة المقبلة.
- خلق بيئة منزلية آمنة ومحبة، فالأطفال الذين يفتقرون إلى الشعور بالأمان أو يتعرضون لسوء المعاملة في المنزل، أكثر عرضة لحالات احتقار الذات، ومن الممكن أن يصبح الطفل الذي يشاهد والديه في شجار وجدال متكرر مكتئباً ومنطوياً، وبالتالي عليك التعامل مع هذه الأمور بصورة حساسة، لكن سريعة.
-ساعد الطفل على المشاركة في تجارب بناءة،تعد النشاطات التي تشجع التعاون بدلا من التنافس مفيدة بصورة خاصة لتعزيز تقدير الذات، على سبيل المثال، المشاركة ببرامج يتولى خلالها طفل أكبر مساعدة آخر أصغر على تعلم القراءة يمكن أن يأتي بنتائج إيجابية مذهلة بالنسبة لكلا الطفلين..
?ذا ما راق لي اقرؤا كثيرا ستسفيدوا اكثر